افتتح المعرض الشخصي الثاني للفنانة المصرية «داليا الشربيني» في دار الأوبرا المصرية. وقد اختارت الفنانة عنواناً لافتاً لمعرضها وهو «عطر الأحلام». وعن اختيارها لموضوع الأحلام الذي قامت عليه المدرسة السريالية، قالت الفنانة: «تسحرني روحانية الأحلام والرسائل التي ترسلها إلى عالمنا الذي لا حدود له وتذهب بنا إلى أماكن نريدها حيث الهدوء، كما تأخذنا إلى أشخاص جدد وأماكن لا وجود لها على أرض الواقع» وأضافت: «الأحلام من وجهة نظري هي لب الابداع!». والفنانة داليا الشربيني تحمل بكالوريوس تربية فنية ودبلوم النقد الفني من أكاديمية الفنون وتحضّر منذ سنتين لنيل درجة الماجستير في النقد التشكيلي. تقول: إن اشتغالي على رسالة الماجستير جعلني أقترب أكثر من عالم الأحلام، وهنا في معرضي أعبر عن ذلك برموزي وألواني ومن خلال التقنيات المتنوعة وبعض التفصيلات البسيطة. وعن استخدام السريالية للأحلام تقول الفنانة الشربيني: إن الأحلام تتخلل العملية الابداعية كلها، وليست محدودة بمدرسة معينة، فالرمزية والتعبيرية والتجريدية فيها أحلام أيضاً! وعن لوحات معرضها عطر الأحلام تؤكد أنها تتناول الأحلام عن قرب وبطريقة مختلفة حيث تتحدث عن الأحلام وروحانيتها لأنها هبة من الله، وهي تشبه العطر في جمالها ولكنها مرئية بصرياً هنا في تجربتها. تعرض الفنانة 50 عملاً بأحجام مختلفة وتستخدم الألوان الزيتية والمائية وألوان الجواش في تنفيذ أعمالها. تتميز لوحة الفنانة الشربيني بامتلاء العناصر والموتيفات العديدة وهي سمة عامة في الفنون الشرقية وحيث تتجاور الألوان وتتنوع في القوة.. ففي الأعمال التي صورت فيها الورود الباكية استخدمت الألوان الزيتية حيث اللون القوي بينما في الأعمال المائية سادت الألوان الشفافة المتجاورة حيث التضاد في مساحات والهارموني في مساحات أخرى. وتلجأ الفنانة إلى تقنية الشفافية المستوحاة من الفن السينمائي حيث تظهر صورة ضمن صورة أخرى بحيث تسود الشفافية إحداهما.. وتلجأ إلى موتيفات تستخدمها كرموز لتجسيد فكرتها مثل الطيور والورود وأطياف الانسان وغير ذلك بحيث يندمج الكل في الوحدة البصرية التي تقدمها الفنانة. ومن الملاحظ أن تجربة الفنانة داليا الشربيني تتقدم حثيثاً إلى الأمام باتجاه النضج والاكتمال وهي تعتمد على خيالها في تجسيد فكرتها بصرياً على بياض اللوحة. ويبدو لي أنها تتجه في بعض لوحاتها باتجاه التجريد حيث تختفي تقريباً الأشكال الواقعية مفسحة المجال للنغم البصري الشجي حيث الغاية الجمالية وحدها من يجسّد بالنسبة للفنانة عطر أحلامها.