ماء زمزم خير ماء وفي أقدس بقعة على وجه الأرض عند بيت الله الحرام، وقرب الركن والمقام، وقد اختار رب العزة هذا المكان عند بيته المعظم، ليكون سقيا لحجاج بيت الله الحرام وعماره وزواره وجيرانه. وتقول الدراسات الحديثة: إن بئر زمزم تستقبل مياهها من صخور قاعية من العصور القديمة عبر ثلاثة تصدعات صخرية تمتد من تحت الكعبة المشرفة، ومن جهة الصفا، ومن جهة المروة، وتجتمع في البئر، وفي عام 1399ه عند ما تم تنظيف البئر بأمر الملك خالد بن عبدالعزيز- رحمه الله- بواسطة بعض الغواصين، كتب أحد الباحثين أنه تبين بالمشاهدة أن هناك مصدرين أساسيين فقط، أحدهما اتجاه الكعبة، والآخر اتجاه أجياد، أما المصدر الثالث الذي قالت الروايات التاريخية أنه في جهة جبل أبي قبيس والصفا، فقد وجدت بدلا منه تلك الفتحات الصغيرة بين أحجار البناء وعددها (12) فتحة. مياه زمزم أصبحت متاحة لكافة المصلين (اليوم) عمارة بئر زمزم استمرت عبر التاريخ، حيث صدر أمر الملك خالد رحمه الله في عام 1399ه، بتنظيف بئر زمزم على أحدث الطرق وأتم وجه بواسطة غواصين متمرسين، وكان هذا العمل من أعظم أعمال التنظيف في تاريخ بئر زمزم، ونتج عنه أن فاضت البئر بفضل الله بماء أغزر مما كان بكثير، وأصبح ماء زمزم متاحا في كل أنحاء الحرم المكي الشريف من خلال البئر نفسها، وبواسطة حافظات (ترامس) موزعة بشكل متناسق في كل أنحاء الحرم يصل عددها وقت الذروة في المواسم إلى 13.800، إضافة إلى المشربيات المنتشرة في الحرم والساحات المحيطة به، وأمنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مختبرا لضمان خلوه من الملوثات ولتحليل ماء زمزم، يقع على سطح الحرم المكي الشريف، ترفع نتائجه للرئاسة أولا بأول، كما يتولى المختبر الإشراف على جميع مراحل تعقيم ماء زمزم، حيث شيد عام 1395ه مبنى خاص للتعقيم قرب المسجد الحرام يصل إليه ماء زمزم عبر أنابيب خاصة، تسلط عليها الأشعة فوق البنفسجية لتنقيته وقتل البكتريا. وفي عام 1424ه ارتأت الدراسات الخاصة بالمسجد الحرام ضرورة تغطية مداخل قبو زمزم للاستفادة القصوى من صحن المطاف الذي يئن في فترات الزحام بالمعتمرين والحجاج، وتسهيلا عليهم وحفاظا على سلامتهم، تم ذلك بتسقيف مداخل القبو المؤدية للبئر، وتنحية نوافير الشرب إلى جانب صحن المطاف، حيث أدت هذه الأعمال إلى زيادة صحن المطاف بمقدار (400) متر مربع مما أدى إلى استيعاب أكبر عدد من المصلين، وسهل حركة الطواف حول الكعبة، وقد وضعت المشربيات بقسميها -الرجال والنساء- تحت الأروقة الجديدة التي تم إنشاؤها ضمن أعمال مشروع توسعة المطاف بالمسجد الحرام.