الرؤية الثاقبة، والنظرة الحكيمة، والفهم العميق لدى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- جعلت أنظار العالم أجمع تتجه نحو «الرياض» عاصمة المجد والأمجاد. جاء ذلك تأكيداً على الدور الريادي للمملكة العربية السعودية منذ نشأتها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- حيث واصل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- النهج الذي أرساه المؤسس -طيب الله ثراه- وسار عليه أبناؤه البررة من بعده، بأن تكون المملكة العمق الاستراتيجي والحامي -بعد الله تبارك وتعالى- للأمتين العربية والإسلامية. إن الظروف الصعبة والمعقدة التي عُقدت فيها هذه القمم الثلاث، تؤكد أن المملكة قادرةٌ دوماً على إيجاد التوازن اللازم في المنطقة بفضل الله أولاً وأخيراً، ثم بفضل صدق نوايا قادتها في خدمة الأمتين العربية والإسلامية، وحرصهم الدائم على تحقيق السلام والعدل في العالم أجمع. لقد دأبت المملكة- منذ نشأتها- على طرح المبادرات الفاعلة لتحقيق السلم العالمي، من خلال تبنيها مواقف محايدة ومتوازنة، فقدمت دوماً الحلول الدبلوماسية وفتحت قنوات الحوار، وقامت ولا تزال تقومُ بدور الوسيط المرحب به بين الفرقاء. إن مدن المملكة جمعت العديد من الاتفاقيات التي ساهمت في تجاوز الفرقاء لمصاعب عديدة، وجنبت بلدانهم الكثير من الخسائر. إلا أن هناك من لا يروقه أن تكون المملكة سباقة في إحلالِ السلام، ويسعى دوماً لنشر الفرقة والخلاف، من خلال دعمهِ الدائم والمستمرِ لخفافيش الظلام، والجماعاتِ الإرهابية والمتطرفة، وهؤلاء هم من أرعبتهم قمة الرياض، فجاءت لتسلبهم حلمهم الذي يدعو إلى الفوضى والدمار. هذه القمم التاريخية الفريدة غير المسبوقة، تمثل نقطة تحولٍ في عالمنا العربي والإسلامي، فقد أزاحت الستار عن المبادئ الزائفة، وبينت صدق الأفعال قبل الأقوال، فالمملكة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حريصةٌ كل الحرص على أن تكون أفعالها مصداقاً لأقوالها، ترسيخاً لمبدأ الشفافية والوضوح الذي تنتهجه في علاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء. ختاماً، إن قمة الرياض وما تمخض عنها من اتفاقيات، ستكون -بمشيئة الله- مُنْطَلقاً لمزيدٍ من العمل على تحقيق السلام والتعايش المشترك، وستنتصر النية الصادقة ورغبة الخير على قوى التدمير والتهجير والشر بإذن الله. أدام الله وطننا شامخاً أبياً برجاله المخلصين تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- ونائبيه، وأدام الله رياض العز والمجد، مهد «الحزم» ومنبع «العزم». أمير المنطقة الشرقية