استهدفت موجة من الهجمات الالكترونية «غير المسبوقة» بحسب الشرطة الاوروبية «يوروبول» أمس الأول مائة بلد حول العالم، ما أثر على عمل العديد من المؤسسات والمنظمات من بينها مستشفيات في بريطانيا، ومجموعة «رينو» الفرنسية للسيارات. وقال يوروبول في بيان إن الأمر «سيتطلب تحقيقاً دولياً معقداً لمعرفة المذنبين». ووصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الهجوم الإلكتروني بأنه «دولي». ضرر عالمي وشفر برنامج «رانسوموار» أو «الفدية الخبيثة» بيانات أجهزة الكمبيوتر وطالب بمبالغ مالية بين 300 و600 دولار كي تعود الأجهزة للعمل بشكل طبيعي. وقال باحثون أمنيون: إنهم لاحظوا أن بعض الضحايا دفعوا بواسطة عملة بيتكوين الرقمية رغم أنهم لا يعلمون النسبة، التي تم إعطاؤها للمتسللين. وقال باحثون يعملون لدى شركة أفاست لبرامج الأمن الإلكتروني إنهم رصدوا 57 ألف إصابة في 99 دولة وكانت روسيا وأوكرانيا وتايوان الأكثر تضررا. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» إن بعض المدارس الثانوية والجامعات تأثرت دون تحديد عددها أو أسمائها. وأكثر الهجمات تأثيرا كانت في بريطانيا، حيث اضطرت مستشفيات وعيادات لصرف المرضى بعد أن فقدت القدرة على الدخول على أجهزة الكمبيوتر. وقالت شركة فيديكس إن بعض أجهزتها، التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز تأثرت أيضا. وقالت في بيان: «نتخذ خطوات لعلاج المشكلة بأسرع وقت ممكن». شبكة السكك الحديدية الألمانية تأثرت بالهجوم الإلكتروني واسع النطاق (إ.ب.أ) بلبلة قال محللون ان الهجمات استهدفت منظمات في اسبانياواستراليا وبلجيكا وفرنسا والمانيا وايطاليا والمكسيك. في الولاياتالمتحدة اقرت شركة «فيديكس» للبريد السريع بتعرضها لهجوم. في موسكو، اعلنت وزارة الداخلية الروسية مساء الجمعة ان اجهزة الكمبيوتر التابعة لها تعرضت ل«هجوم فيروسي» لكن دون ان توضح ما اذا كان الامر يتعلق بالهجوم نفسه. واستهدفت الهجمات الالكترونية كذلك خدمة الصحة العامة في بريطانيا «ان اتش اس» مما شل عمل اجهزة الكمبيوتر في العديد من مستشفيات البلاد. وحاولت ادارة «ان اتش اس» طمأنة السكان بالقول «في هذه المرحلة ليست لدينا عناصر توحي بأنه تم الوصول الى بيانات المرضى». الا ان الهجمات احدثت بلبلة في عشرات المستشفيات، التي اضطرت الى الغاء اجراءات طبية وارسال سيارات اسعاف الى مستشفيات اخرى. واعلن المركز الوطني للامن الالكتروني البريطاني «نحن مدركون ان هذه الهجمات على خدمات الطوارئ لها تأثير كبير على المرضى واسرهم ونقوم بكل الجهود من أجل إعادة العمل في هذه الاجهزة الحيوية». وتناقلت شبكات التواصل الاجتماعي صورا لشاشات كمبيوتر تابعة لخدمة الصحة العامة عليها مطالب بدفع 300 دولار فدية على هيئة بيتكوينز مع عبارة «لقد تم تشفير ملفاتكم». ويطالب القراصنة بدفع الفدية في غضون ثلاثة ايام والا فإن المبلغ سيزداد الى الضعف اما اذا لم يتم الدفع بعد سبعة ايام فسيتم محو الملفات. هجوم دولي قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مساء الجمعة ان الهجوم الالكتروني، الذي استهدف خدمة الصحة العامة «ان اتش اس» في بريطانيا كان «هجوما دوليا» استهدف «دولا ومنظمات عدة». وبحسب محللي «فورس بوينت سيكيوريتي لابس»، فإن الهجوم كان «ذا بعد عالمي» وطاول منظمات في استراليا وبلجيكا وفرنسا والمانيا وايطاليا والمكسيك. وتمثل في «حملة كبيرة من الرسائل الالكترونية المؤذية». وقالت ماي لقناة سكاي نيوز «نحن نعلم ان بعض منظمات خدمة الصحة العامة ابلغت عن تعرضها لرسائل الكترونية خبيثة لتعطيل اجهزتها». واستخدم في عملية القرصنة الالكترونية، التي شملت عشرات المستشفيات في انجلترا، فيروس «وانا ديكربتر»، بحسب خدمة الصحة العامة البريطانية. ويتولى هذا الفيروس تشفير محتويات الحاسوب الذي يهاجمه بغرض مطالبة صاحبه بفدية في مقابل تمكينه من مفتاح ازالة التشفير. واضافت ماي «ان الهجوم لم يكن يستهدف خدمة الصحة العامة (البريطانية) بل هو هجوم دولي طاول بلدانا ومنظمات عدة» من دون ان توضح المواقع المستهدفة وعدد الكيانات المعنية. بيد انها اضافت «طبعا، الامر بلغ من الاهمية حد تفعيل المركز الوطني لامن الانترنت وهم يعملون مع منظمات جهاز خدمة الصحة العامة، التي تعرضت للهجوم للتأكد من مساعدتها وضمان امن المرضى». توقيت حساس يأتي انتشار برنامج «الفدية الخبيثة» في ختام أسبوع من الفوضى الإلكترونية في أوروبا، التي بدأت الأسبوع الماضي عندما نشر متسللون وثائق من حملة مرشح انتخابات الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون قبيل بدء الجولة الثانية من الانتخابات، التي فاز بها ماكرون. وعطل متسللون يوم الأربعاء مواقع عدة شركات إعلامية فرنسية وشركة إيرباص العملاقة كما يأتي الهجوم الإلكتروني قبل أربعة أسابيع من الانتخابات العامة البريطانية. و في السياق ، ركز وزراء مالية مجموعة السبع اهتمامهم على مسألة الامن الالكتروني السبت في باري «جنوب شرق ايطاليا. اختراق روسياوألمانيا قالت وزارة الداخلية الروسية في موقعها على الإنترنت: إن نحو ألف جهاز كمبيوتر تضرر، لكنها تمكنت من احتواء الفيروس. وصرحت وزارة الطوارئ بأنها صدت الهجوم، في حين قال بنك سبيربانك إن أنظمة الأمن الإلكترونية بالبنك منعت الفيروس من دخول أنظمته. من جهته، تولى المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا التحقيق بالهجوم الإلكتروني، الذي استهدف تقنيات الرقابة عبر الفيديو لدى شركة السكك الحديدية الألمانية، الذي حدث في إطار الهجوم الإلكتروني الجمعة. وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية امس أن شبكات الكمبيوتر الخاصة بالحكومة الألمانية لم تتضرر من الهجوم. وذكرت الوزارة أن هذا الهجوم يأتي في إطار «وضع متفاقم للغاية ينطوي على تهديد للشبكات الإلكترونية». فوضى إلكترونية يأتي انتشار برنامج «الفدية الخبيثة» في ختام أسبوع من الفوضى الإلكترونية في أوروبا، التي بدأت الأسبوع الماضي عندما نشر متسللون وثائق من حملة مرشح انتخابات الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون قبيل بدء الجولة الثانية من الانتخابات، التي فاز بها ماكرون. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن البرنامج الخبيث. وقال باحثون في عدد من شركات أمن الإنترنت: إنه من المرجح أن هؤلاء المتسللين حولوا «رانسوموار» إلى برنامج خبيث ينشر نفسه سريعا باستغلال جزء من شفرة تابعة لوكالة الأمن القومي الأمريكية تعرف باسم «إترنال بلو» كانت مجموعة تعرف باسم شادو بروكرز كشفت عنها الشهر الماضي.