جاء مقطع فيديو مسرب يكشف عن الخطوط الأساسية ل«فوشيا» - نظام التشغيل المنتظر من جوجل- ليطرح جملة من التساؤلات حول مستقبل نظام التشغيل المستقبلي. المتوقع أن يكون البديل الأكثر حظا وكفاءة لكل من نظامي أندرويد وويندوز، وكلاهما يملك شعبية هي الأكبر على الكمبيوترات الشخصية والهواتف الذكية على حد سواء. التسريب المنشور هذا الأسبوع عبر قناة Kyle Bradshaw على يوتيوب، يكشف مدى البساطة الشديدة التي تتمتع بها واجهة النظام المسماة «أرماديلو»، رغم أنها لم تخل من التأثيرات الشيقة عند التنقل بين الألسنة والنوافذ، التي تظهر خلال استعراض الفيديو أثناء الانتقال من تطبيق لآخر، باستخدام خواص المهام المتعددة في النظام، ولكن ما الذي يملكه «فوشيا» ليكون بديلا منتظرا لويندوز وأندرويد.منصات موحدة الميزة الأبرز في «فوشيا» تتمثل في كونه نظام تشغيل موحدا لكافة المنصات، بما فيها الهواتف الذكية والكمبيوترات وربما أجهزة رقمية أخرى مثل الساعات الذكية وخلافه، ورغم أن أنظمة تشغيل توفر حاليا ميزة العمل على منصات متعددة منها «ويندوز 10» وحتى أندرويد المطور أيضا من قبل جوجل، فإنها تعمل من خلال إصدارات مخصصة، وليس ك«فوشيا» الذي سيوحد فعليا التكيف مع تلك المنصات، بحسب موقع ARS Technica البريطاني، الذي يشير إلى أن تطبيقات «فوشيا» ستتيح العمل بنفس الإصدار على مختلف الأجهزة، ودون الحاجة إلى تطوير إصدارات منفصلة لكل منصة على حدة. وليست جوجل هي المبادر الأول نحو تطوير نظام تشغيل موحد لكافة المنصات، فقد سبقتها شركات كبرى مثل «مايكروسوفت» التي خصصت أداتها الرقمية «زامارين» لتطوير تطبيقات تدعم العمل على مختلف أنظمة التشغيل، بما فيها أندرويد وiOS، بالإضافة إلى ويندوز، لكن الجديد في «فوشيا» أن يتوفر دعما للأجهزة المختلفة نفسها، وليس مجرد تطبيقات تعمل على أكثر من نظام تشغيل في الوقت نفسه. نقطة الاختلاف الأخرى في «فوشيا» هي ابتعاده عن استخدام نواة نظام تشغيل «لينكس»، ليخالف بذلك غالبية أنظمة التشغيل المصممة منذ أكثر من عقدين، والتي اعتمدت على تلك النواة التي تتسم بكونها مفتوحة المصدر وقابلة لإعادة الإنتاج إلى أنظمة تشغيل تتسم بالأمان والأداء الجيد، من بين تلك الأنظمة يأتي «أندرويد» و«أوبنتو موبايل» و«فايرفوكس أوه إس» و«تايزن»... إلخ. في المقابل اعتمدت الشركة على نواة أخرى جديدة كليا تحمل الاسم «ماجينتا» من تطوير مهندسيها، لتوفر تلك الخطوة -الكبيرة نسبيا- فرصة لمزيد من الهيمنة من قبل جوجل على السوق الرقمي، كما أنها ستسمح لها بتحكم أكبر في آلية عمل النظام والحفاظ على السرعة والأداء به، ويشير موقع The Verge الأمريكي إلى أن جوجل بهذه الخطوة ابتعدت بنظامها عن بنية التصميم في نظاميها الشهيرين «أندرويد» و«كروم أوه إس»، إذ إن كليهما يعمل على نواة لينكس التقليدية، وكانت جوجل قد أطلقت الشفرة المصدرية ل«فوشيا» في أغسطس الماضي، في حين لم تنشر وقتها معلومات موسعة عن نظام التشغيل الجديد.