عندما انطلقت عاصفة الحزم لإعادة الشرعية للأراضي اليمنية فقد فريق نجران فرصة اللعب على أرضه وبين جماهيره نظرا للظروف التي مرت بها المنطقة التي أدت إلى توقف رحلات الطيران المدني من وإلى أرض المارد وما تبع ذلك من إقرار نقل مباريات الفريق إلى خارج نجران وتراكم الالتزامات المالية عليه. جميعها أمور حدثت في غمضة عين جعلت الفريق النجراني ينزف نقطيا حتى دخل العناية المركزة لإنقاذ ما يمكن انقاذه بعد تكالب الظروف. محاولات عدة ومستويات كانت مقرونة في بعض الأحيان بنتائج لا بأس بها في سبيل تثبيت الأقدام في دوري الأضواء صاحبها فترات عصيبة وصراعات على عدة جبهات بين لهيب أسعار إيجار (السكن والسيارات) وأزمة تسديد مستحقات ورواتب اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية من جهة والاختلاف في وجهات النظر مع الاتحاد السعودي ولجانه من جهة أخرى. تلك المحاولات ذهبت أدراج الرياح مع (صافرة) حكم مواجهة الرائد الحاسمة التي أنهت الآمال وانتهى معها كل شيء بهبوط الفريق الى الدرجة الاولى. هبوط الى مصاف دوري الاولى الصعب.. وديون تفوق ال(25) مليون ريال.. ومعاناة من اللعب خارج الأرض، أمور كان يقول عنها الأستاذ مصلح ال مسلم: إنها كثيرة جداً في حق فريق يلعب بدوري الاولى. كل ما ذكر كان من الماضي المؤلم الذي لم يتوقف عند هذا الحد بل بدأ معه ماضٍ آخر أكثر إيلاماً يتطلب قبول التحدي والعمل والجد والاجتهاد والمثابرة حتى لو لم يحصل نجران على إنصاف الآخرين عند ما صوت البعض على هبوطه وعدم بقائه وكأنهم لم يصدقوا خبراً للخلاص منه. والآن وبعد عمل شاق أصبح نجران قاب قوسين أو أدنى من العودة إلى الأضواء ولم يعد يفصله عن بريق الكبار الا مباراة فاصلة أمام الباطن ذهابا وإيابا. هذه الفاصلة لن تكون سهلة على الإطلاق بل تقتضي ان يضع فيها الجميع جل جهودهم وأكثر لأن نجران يستحق ان يكون بين الكبار حتى وان لم تكن ظروفه مهيأة. فريق بهذه الروح والطموح (يستاهل) فعلا ان يسجل حضوره بسواعد لاعبيه وإدارته واجهزته الفنية والإدارية وجماهيره وأعضاء شرفه لانه جسد واحدة من اروع ملاحم الكفاح التي تؤكد ان المستحيل يمكن ان يقهر بالتحدي والإصرار. وفِي النهاية.. نجران بحاجة الى الفرح.. وبحاجة الى كتابة عهد كروي جديد عنوانه العزيمة والتحدي والإصرار.