عن النادي الأدبي بالرياض صدرت الطبعة الجديدة من كتاب «القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية»، لمؤلفه د. سحمي بن ماجد الهاجري. بمناسبة انعقاد الدورة السادسة من ملتقى النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية، علما بأن الطبعة الأولى من الكتاب نفسه قد صدرت عام 1988م/ الموافق لعام1408ه. ويعد هذا الكتاب -حقيقة- أحد الكتب القيمة والهامة جدا في مجالها؛ لكونه يؤرخ لمرحلة هامة من المراحل التي مر بها فن من فنون الأدب السعودي، هو (فن القصة القصيرة) منذ بداياتها الأولى في بلادنا، كأحد ألوان (الأدب السردي) الذي طرق أبواب كتابته وأسهم في ابرازه وظهور بواكيره نخبة من جيل الرواد من الأدباء والكتاب السعوديين، وغيرهم من محبي هذا الفن وهواته، وذلك خلال تلك الفترة التي مر بها تأسيس وتوحيد المملكة العربية السعودية حتى منتصف العقد التاسع من القرن الهجري المنصرم، أي عام 1384ه الموافق لعام 1964م. ويشير رئيس النادي الأدبي بالرياض حينها عبدالله بن ادريس الى أهمية هذا الكتاب، وسبب اختيار الباحث أو مؤلف الكتاب لهذه الفترة تحديدا دون غيرها، بقوله من تقديم وضعه لهذا الكتاب في طبعته الأولى: «لعل النادي الأدبي بالرياض يضيف، بهذا الكتاب، الى رصيد ما أسهم به في انعاش، بل واثراء الحياة الأدبية في المملكة العربية السعودية في السنين الأخيرة رصيدا جديدا، يلقي فيه مؤلفه سحمي بن ماجد الهاجري حزمة من الأضواء الكاشفة على أحد فنون الأدب الرئيسة، وهي القصة القصيرة في المملكة منذ نشأتها وحتى عام 1384ه/ 1964م. وهي السنة التي أوقف الباحث نهاية دراسته عليها... ربما باعتبار النقلة التي حصلت على العمل الصحفي هنا، وتحول الصحافة من امتياز الأفراد، الى مؤسسات صحفية يملكها عشرات الأفراد، ولها نظامها الخاص».. وقد قسم المؤلف مادة كتابه هذا الى بابين رئيسيين يتناولان مسيرة القصة القصيرة في المملكة منذ بواكيرها الأولى، وينقسم كل منهما الى عدة فصول، وهذان البابان هما: الباب الأول: وهي مرحلة النشأة، وهي تلك المرحلة التي سبقت قيام الحرب العالمية الثانية. الباب الثاني: وهي مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ولقد أشاد بعض الأدباء والكتاب من المهتمين بالدراسات الأدبية والنقدية، ونشأتها وتاريخها بأهمية هذا الكتاب، الذي يتناول لونا هاما من ألوان أدبنا السعودي، ونشأته وتطوره. وذلك منذ تم نشر الكتاب وظهوره للقراء بطبعته الأولى. ومن أولئك د. منصور الحازمي الذي قال في كتابه المعنون ب«أدبنا في آثار الدارسين»: «لا بد أن أسارع فأشيد بهذا العمل الكبير، الذي أرخ لأول مرة للقصة القصيرة في بلادنا، تأريخا علميا لا تنقصه الدقة ولا العمق، وقد جلى بذلك الكثير من الغموض الذي كان يكتنف هذا الفن منذ نشأته الأولى.