■ انتشر الفرح مساء أمس الأول في بيوت السعوديين.. فرح أرسلته تلك الأوامر الملكية الكريمة التي استمرت لأكثر من 70 دقيقة، وتنوعت بين «كرم العطاء» و«تلبية المطالب» و«ضخ أفكار ودماء شابة جديدة في أوردة الأداء الحكومي».. كانت خليطا من القرارات المنتظرة والمفاجئة التي تحمل في طياتها البشرى بكافة أشكالها. ■ أعادت الأوامر الملكية الكريمة «بناء على ما رفعه سمو ولي ولي العهد» بدلات وعلاوات وامتيازات تشمل موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، كانت قد «أوقفت» أو «ألغيت» أو «تم تعديلها» إلى وضعها السابق، وذلك بعد تجاوز تأثيرات انخفاض أسعار النفط.. وهذا يعني ضخ سيولة جديدة في السوق قدرها مختصون بين 50 إلى 70 مليار ريال سنويا. ■ ومع عودة البدلات إلى سابق عهدها، تظهر الحاجة إلى لفت نظر موظفي الدولة إلى أن الاشهر السابقة التي اختفت معها تلك البدلات والعلاوات قد فرضت نمطا معينا من الاستهلاك، واستطاع معها نسبة كبيرة من الافراد التكيف مع الأوضاع المالية الطارئة التي مروا بها، ومع عودة الأمور إلى ما كانت عليه لا ينبغي عودة الاستهلاك إلى ما كان عليه، بل من الأفضل التفكير في ثقافة الادخار للمستقبل، خاصة أن رؤية المملكة 2030 جعلت من نشر ثقافة الادخار أحد مرتكزاتها الرئيسية، وهو مرتكز مهم للغاية خاصة إذا علمنا أن الإحصائيات تظهر دائما نسبا متدنية للادخار، يقابلها دائما نسب عالية للاستهلاك. ■ وبالعودة إلى الأوامر الملكية الكريمة تظهر لنا أن هناك توجهات عليا مطمئنة تقوم على منح فرصة واسعة للشباب عبر تعيينات في المحافظات أو الوزارات أو الهيئات الحكومية، وسفير جديد في أمريكا، ونسأل الله لهم التوفيق وأن تظهر روح الشباب في أدائهم وأن ينعكس عملهم لما فيه صالح البلاد والعباد. ■ كما أن إنشاء مركز للأمن الوطني يرتبط تنظيميا بالديوان الملكي وتعيين مستشار للأمن الوطني لأول مرة تعد من النقلات المهمة لاستمرار منظومة الأمن والأمان الاجتماعي الذي تنعم به بلادنا ولله الحمد، إضافة إلى الأمر الملكي الكريم بإقالة وزير الخدمة المدنية وإحالته للتحقيق على خلفية تجاوزات تم تداولها لدى الرأي العام، وهذا القرار فيه تنبيه لكل مسئول أن يراعي الأمانة التي أوكلت له وأن لا يستغل صلاحياته لمصالح شخصية. ■ أخيرا كان الأمر الملكي الكريم الذي لبى مطالب الطلاب والطالبات بعدم إقامة الاختبارات خلال شهر رمضان، والتوجيه الكريم بإقامتها وإنهائها قبل بداية الشهر المبارك.. بارك الله لنا جميعا تلك القرارات، وأدام لنا من أصدرها أو عمل على إظهارها وراعى فيها مصالح البلاد والعباد.