أجمع مختصون وأكاديميون ومواطنون على أهمية الوعي لدى الاسر مع المستجدات التي نعيشها اليوم، وترك الإسراف والتبذير والعمل على ضبط الانفاق، مؤكدين ان الترشيد مسؤولية جماعية بالأساس، وتحتاج إلى ترسيخ المحاسبة والمساءلة داخل الأسرة وعلى الصعيد العام، فالأسرة التي تعتمد ترشيد الإنفاق يمكنها أن تطبق مشاريعها المستقبلية. وخلال جولة ل(اليوم) على الأسواق ولقاء مواطنين حول ترشيد الانفاق، يقول المواطن حسين البدر: من المهم بمكان ان يكون لدى المواطن ثقافة الترشيد وعدم الإسراف، واننا كمواطنين دائما تغرينا العروض التي تقدمها شركات وننساق خلفها دون وعي. وبين المواطن ايمن الخميس انه استفاد من تجربته خلال الدراسة في الخارج بتطبيق سياسة الترشيد في الإنفاق واكتفائه بشراء حاجياته يوما بيوم. ويرى د. يوسف الجبر ان الأسرة الواعية تعيد ترتيب شؤونها مع المستجدات، وتستجيب للمتغيرات بما يخفف من حدة الأعباء عليها ويضمن بقاء مواردها الضرورية، ولذلك فاتجاه الأسرة لترشيد المصروفات تناغما مع موجة الركود الاقتصادي التي عمت العالم وليس وطننا فقط هو أحد الحلول اللازمة داخليا، ويضيف: هذا دليل النضج الإداري والقدرة على اتخاذ القرار والاحتياط للمستقبل. ويشير د. فيصل الحليبي الى انه يمكن ترشيد الإنفاق من خلال ترتيب الأولويات، فتقدم الأسرة الضروريات ثم الحاجيات ثم التحسينات وترك الإسراف والتبذير. وتحديد المطلوبات في ورقة وعدم تجاوزها إلى غيرها. وتجميع الخدمات، مثل: تقليل أماكن النوم ليكون تشغيل المكيفات والأنوار أقل. وترك المجاراة والمباهاة بين الناس، وتعويد النفس على القناعة والرضا. والتوقف عن تصوير الأطعمة والمناسبات؛ لأن هذا يدعو إلى مزيد من الصرف. منوها إلى أهمية حضور الدورات التدريبية لاكتساب مهارات في إدارة ميزانية الأسرة مثل التي يقدمها معهد التنمية الأسرية العالي للتدريب. ويؤكد م. محمد الحمام انه يعتبر ترشيد الإنفاق صمام أمان للأسرة واستقرارها وضمانة للمستقبل، فالأسرة التي تعتمد ترشيد الانفاق يمكنها أن تطبق مشاريعها المستقبلية في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وفي ظل ضغط متطلبات الحياة بالتصرف الواعي الذي يجنب الاسرة تبعات الالتزامات المالية المتراكمة، منوها إلى أهمية عدم الانجرار وراء اقتناء الكماليات على حساب الضروريات ونرتبط بأقساط وقروض ونكتشف فيما بعد هشاشة قراراتنا وقسوة حياتنا. ويشير عضو الجمعية السعودية للاقتصاد د. عبدالله المغلوث الى ان المجتمات في مختلف أنواعها تفتقر لثقافة الادخار خاصة الذين ظروفهم الاقتصادية تمتاز بالدخل الثابت، ونجد ان الفرد يستنزف أمواله بمشتريات قد لا يحتاج لها بل تكون زائدة على طلباته وأخيرا يجد نفسه مكبلا بالتزامات تثقل كاهله ، وأرى ان هناك واجب التوعية من خلال خطب الجمعة والمساجد وغيرها من المنابر.