تشهد الساحة الشعرية هذه الأيام حراكا كبيرا، أعاد للأذهان الأيام الجميلة التي كانت تشهد إقامة فعاليات مختلفة من أمسيات وندوات ولقاءات تجمع الشعراء والاُدباء والإعلاميين من مختلف دول الخليج، كان يحرص معها جمهور الشعر على الحضور للاستماع والاستمتاع بما يقدم من شعر، أو المتابعة عبر وسائل الإعلام المختلفة، والتي كانت تعيش أزهى عصورها في تلك الفترات. الحراك الحالي كان له رد فعل جميل من قبل جمهور الشعر والمهتمين، اتضح ذلك جليا من خلال الحضور الكبير الذي شهده مسرح جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن قبل اسبوعين، حين احتضن اُمسية الشاعر الامير عبدالرحمن بن مساعد والتي تمثل أولى «أمسيات المملكة» تحت إشراف الهيئة العامة للترفيه، فقد امتلأت جنبات المسرح بالحضور الكبير للاستمتاع بروائع شاعر غاب 14 عاما عن المشهد الشعري والأمسيات الشعرية، وهي العودة التي أكدت أن جمهور الشعر موجود ويبحث عن مثل هذه الأمسيات المختلفة، بعد أن شكّلت السنوات الاخيرة عزوفا كبيرا منه عن حضور الأمسيات الشعرية التي كانت تقام بطريقة يغلب عليها الاجتهاد من قبل مسؤولي التنظيم، مع عدم التوفيق أحيانا في اختيار أسماء الشعراء المشاركين في إحياء تلك الليالي. الا ان التفاعل الكبير الذي شهدته أمسية «شبيه الريح» أكدت ان العكس هو الصحيح وان الجمهور ينتظر مثل هذه الفعاليات بشرط ان يصاحبها التوفيق في اختيار اسماء شعرية لها ثقلها في الوسط الشعري، وان يكون التنظيم على اعلى مستوى كي يحضر. اُمسية «شبيه الريح» اعادت للأذهان الزمن الجميل للشعر والتفاعل الكبير من قبل الاعلام، حيث كانت فرصة لالتقاء كثير من الزملاء الشعراء والاعلاميين الذين اعتادوا خلال السنوات الأربع الأخيرة على التواصل عبر «تويتر» فقط، وستكون بداية العودة للتوهّج المفقود للأمسيات الشعرية، تحت إشراف الهيئة العامة للترفيه.