أكد رئيس قسم الأمراض المعدية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية د. عادل العثمان أن المملكة تعاني كغيرها من دول العالم من عدوى المستشفيات، مبيناً أن هناك ارتفاعا في الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية في مستشفيات المملكة. وأوضح د. العثمان أن منظمة الصحة العالمية أصدرت أواخر فبراير الماضي قراراً يطالب شركات الأدوية العالمية بإنتاج (12) نوعاً من المضادات الحيوية للجراثيم وخصوصاً الجراثيم البكتيرية والتي تم حصرها في (14) جرثومة بكتيرية، وتم تصنيفها في (3) مستويات حرجة وعالية ومتوسطة الخطورة. وذكر أنه وعلى المستوى المحلي بادرت وزارة الصحة في المملكة مؤخراً بتشكيل لجنة وطنية تضم أطباء استشاريين وخبراء من كافة القطاعات الصحية للتعامل مع مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية ومواجهة المشكلة، مبيناً خلال محاضرة طبية ألقاها مؤخرا، أن هذه اللجنة تركز حالياً على رصد كمية الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية ووضع آلية لمكافحتها. وأعرب عن تفاؤله بنجاح هذه اللجنة في الحد من انتشار عدوى المستشفيات والحد من زيادة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية مع تحسين الإجراءات الوقائية المتخذة داخل المستشفيات. ولفت إلى أن دول الخليج بما فيها المملكة بدأت قبل عامين تنفيذ خطة وطنية لمكافحة الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية حيث يجري حالياً الترتيب لعقد اجتماع خلال يومي 12/10 ابريل القادم لمناقشة هذه الخطة وتقييمها. وبين د. العثمان أن سوء استخدام المضادات الحيوية من خلال استخدامها من غير حاجة أو الإفراط فيها أو عدم استكمال العلاج وإيقافه، يعد السبب الرئيسي في تكوين البكتيريا المقاومة، لافتاً إلى أهمية إعداد وتنفيذ مشروع للحد من صرف المضادات الحيوية. وطالب بضرورة تفعيل قرار منع صرف المضادات الحيوية إلّا بوصفة طبية حيث يواجه هذا القرار عدة صعوبات، منها صعوبة السيطرة على الصيدليات التجارية، وصعوبة تقنين استخدام المضاد الحيوي في المستشفيات الخاصة، وانخفاض مستوى الوعي بهذه القضية لدى المريض والمجتمع عامة، إضافة إلى عدم إمكانية إيقاف صرف المضادات في كل مكان، لأنها قد تنقذ حياة الناس ضد أنواع معينة من الأمراض، وكذلك قلة عدد الاستشاريين المختصين في الأمراض المعدية. وأشار إلى أن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني تبذل جهوداً مقدرة لرصد البكتيريا المقاومة ونسبة مقاومتها حيث تبين أن هناك زيادة في مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية.