أقيمت مساء أمس الاول، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب، ندوة بعنوان «حقائق التاريخ وأغلاط المؤرخين»، شارك فيها الأكاديمي د. عبدالعزيز الهلابي، ود. سهيل صابان من جامعة الملك سعود ود. دلال الحربي من جامعة الأميرة نورة، وأدار الندوة بقاعة المسرح بأرض المعارض الإعلامي عبدالعزيز العيد. وتحدث المشاركون في الندوة، عن اغلاط التاريخ، والتدوين ووسائله القديمة ووسائل جمع التاريخ وربطه بالأحداث التاريخية المعروفة حتى يعرف بها قديما. وقدم د. سهيل صابان ورقة بعنوان «الأخطاء في وثائق الأرشيف العثماني»، مشيرا في مقدمة ورقته أن المقصود بالوثائق العثمانية، هي وثائق الأرشيف العثماني، التابع لرئاسة الوزراء التركية، والواقع في حي كاغدخانه بإستانبول، الذي يضم مائة وخمسين مليون وثيقة، تخص تاريخ الدولة العثمانية، والمناطق التي انضوت تحت لوائها في القارات الثلاث: آسيا وأوروبا وإفريقيا. وأكد أن أبرز ما تتميز به وثائق الأرشيف العثماني، التأريخ بدقة للأحداث والوقائع التاريخية، وهو الأمر الذي لا نجده في الروايات التاريخية، كما لا نجده في بعض التواريخ المحلية. كما ينقل وجهة النظر العثمانية لكثير من قضايا المنطقة وبلسان رسمي ومصدر أولي، لا سيما أن هذا المصدر يتكون من مراسلات إدارية، وليست مدونات أعدت للنشر، يضاف إلى ذلك ما تكشف عنه تلك الوثائق من موضوعات طريفة وجديدة عن تاريخ المنطقة. وأضاف د. صابان: «أنه على الرغم من تلك الأهمية التاريخية لوثائق الأرشيف العثماني، إلا أنها لم تسلم من وقوع العديد من الأخطاء فيها». وقسم الباحث الأغلاط التي وردت في الوثائق العثمانية إلى ثلاثة أقسام: أغلاط في الفهرسة والتصنيف، واغلاط في المصطلحات والألفاظ العربية، وأغلاط في الأحداث التاريخية. فيما تحدث د. عبدالعزيز الهلابي، عن حقب التاريخ في العهد النبوي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، والفتوحات الاسلامية، حيث سمى من ينقلون أخبار المعارك والفتوحات بالأخباريين الذين يدونون الاحداث حسب وقوعها الزمني، مستشهدا بأغلاط حرق مكتبة الإسكندرية وما نقل عن هذه الحادثة بشكل خاطئ ومغلوط. أما د. دلال الحربي فتحدثت عن المرأة في التاريخ الإسلامي ووسائل العلم الحديث في اثبات الحقائق في التاريخ، وكيف ان هناك تدخلا في كتابة التاريخ، بالإضافة إلى الفهم الخاطئ للتاريخ بغير ما يقصده المؤرخ، مستعرضة بعض قضايا المرأة المسلمة في الجزيرة العربية، مستشهدة بنماذج في أحد بحوثها العلمية عن نساء الجزيرة العربية. كما أقيمت بعد صلاة العشاء ندوة أخرى بعنوان «رؤية 2030 من وجهة نظر المواطن»، شارك فيها كل من د. علي الموسى والباحثين عبدالحميد العمري وخالد السليمان وأدارها ياسر العمرو. وتحدث المشاركون عن رؤية 2030 من وجهة نظر المواطن، مستعرضين محاور رؤية المملكة 2030، وما يجب ان تشتمل عليه، مؤكدين ضرورة ان تشتمل الرؤية على الاساسيات التي تخدم المجتمع السعودي في الوقت الحالي والمستقبلي.