نظمت غرفة الأحساء ضمن برنامجها السنوي (تجربتي الإدارية) مؤخرا، ورشة عمل متخصصة بعنوان (حوار في الإدارة والقيادة)، قدمها محافظ الهيئة العامة للاستثمار سابقا المهندس عبداللطيف العثمان، بحضور ومشاركة وكيل المحافظة خالد البراك وعدد كبير من مدراء ومسؤولي الجهات والدوائر الحكومية والعسكرية بالأحساء، وذلك بقاعة الشيخ ناصر الزرعة «رحمه الله» بمقر الغرفة الرئيسي. وخلال الورشة عرض المهندس العثمان جوانب من تجربته الإدارية وخبراته المهنية، مبينا أن ثقافة العمل يجب أن تظل قضية محورية في أي مجتمع، مشيرا إلى أن ثقافة العمل بشركة أرامكو كنموذج هي التي جعلتها بيت خبرة عالمي المستوى، والأفضل والأكفأ لصناعة الكوادر الإدارية البشرية الوطنية في جميع المجالات، مؤكدا أن الالتزام بثقافة وسياسات وأهداف ونظم العمل بالمنظمات يرفع مستوى الكفاءة المهنية والوظيفية، ويعزز التوافق في القيم بالنسبة للأفراد والمنظمات بما يحقق درجة عالية من الرضا عن العمل وزيادة الولاء للمنظمة. وأكد العثمان على أهمية عملية قياس وتقييم العمل والأداء والانتاجية بشكل مستمر في كافة الجهات والمنشآت، مبينا أن تلك العملية هي معيار أساسي لفرص النجاح في الإدارة والقيادة، قائلا: «إن الشيء الذي تقوم بتقييمه هو الذي تستطيع إدارته»، مؤكدا أن كل شيء يمكن قياسه وتقييمه وكذلك تقويمه، بفضل وجود آليات ونماذج متنوعة وحديثة لقياس الأداء، مشيرا إلى أهمية استحداث أساليب عمل وأنظمة واضحة ومحددة مكتوبة ومنشورة. ودعا إلى ضرورة استكشاف مراكز القوة ومناطق الضعف في مختلف منظمات وجهات العمل، مشددا على أهمية توفير أفضل صور الاعتناء بالمراجع أو العميل من خلال ملاءمة وسهولة الخدمات المقدمة له، ووضوح وبساطة الاجراءات المتعلقة بها، وكذلك الاعتناء بالموظفين أو العاملين من خلال الشفافية في التوظيف والموضوعية في التقييم وبرامج التطوير والتنمية المستمر وتوفير الحوافز والمكافآت، مع اتباع أساليب عمل منظمة وسلسة بالإضافة إلى الاهتمام بأولويات المجتمع وبث الطمأنينة وبعث الأمل. وأشار العثمان إلى دور الابداع والابتكار في عملية الإدارة والقيادة وبناء نماذج عمل إدارية متجددة ومتكاملة تسهم في توفير بيئة عمل محفزة ترسم النجاح في كافة منظمات العمل، لافتا إلى أن التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 يستهدفان رفع مشاركة ومساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي، لذلك يجب التركيز على رفع كفاءة الموارد البشرية المواطنة من أجل تمكينها من المنافسة، بالإضافة إلى توفير أفضل وأحدث أساليب إدارة المرافق وتشغيلها بكفاءة عالية لرفع مستوى الخدمات المقدمة في بيئة تعاونية تواكب التطلعات والأهداف الوطنية. وفي محور كيف تصنع توجهاتك وتترك بصمتك الإدارية، بين العثمان أن هذا المحور يبدأ بتقييم الأداء وكشف التحديات ثم تحديد الحالة المستقبلية والرؤية وعناصرها والحلول تعقبها مرحلة التنفيذ، وهي أصعبها وأطولها لما تتطلبه من وضع برامج عمل محددة وطرح مبادرات ومشاريع وتوفير موارد وطاقات متنوعة تعقبها مرحلة المتابعة، وتقوم على إدارات المشاريع والتغيير والمتابعة الدقيقة تليها مرحلة الإنجاز، وفيها يتم مكافأة فرق العمل واعلان الانجاز وبعث الأمل. وضمن المشاركات، ثمن خالد البراك وكيل محافظة الأحساء دور الغرفة في تبني هذا النوع من البرامج والنشاطات التدريبية العلمية المفيدة، معبرا عن سعادته بمشاركة زملائه في حضور الورشة للاستفادة من التجربة العميقة والمتميزة للمهندس العثمان، مؤكدا استفادته شخصيا من محاور الورشة والعرض التفاعلي الثري الذي طرح في الورشة، مبينا أن مفهوم الإدارة والخدمة العامة يهدف في نهايته إلى تقديم أفضل وأجود وأرقى خدمات لإنسان هذا الوطن الغالي.