بات القارئ السعودي هدفًا استراتيجيًا تشرئب له أنفس أصحاب دور النشر في منطقة الخليج العربي، والدول العربية، بجانب الدور المحلية، بعد أن كشفت الأرقام المتزايدة لزوار معرض الرياض الدولي للكتاب على مر عقد من الزمان الانسجام الفكري بين أبناء المجتمع السعودي بمختلف فئاتهم العمرية، و"الكتاب" بمختلف مجالاته وعدد صفحاته. وهذا العام استطاع معرض الرياض الدولي للكتاب 2017 أن يستقطب المئات من الزوار الذين يفدون كل يوم على مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض لزيارة المعرض على فترتين، من خلال تهيئة البيئة الجاذبة لمحبي القراءة وتصفح أوراق الكتب التي تنوعت في طرحها وجذبها للزائر، على الرغم من إمكانية تصفحها إلكترونيًا عبر مختلف الوسائل الحديثة كنتيجة حتمية للتطور التقني والاتصالي الذي يعيشه العالم في هذا العصر. وشكل هذا الإقبال الكبير تناسبًا طرديًا في لغة الحساب مع حجم مبيعات معرض الرياض الدولي للكتاب في يومه السادس، إذ تميّز المعرض بقوة شرائية عبر عنها اقتناء الزوار للعديد من الكتب التي تناولت بأساليب مختلفة الموضوعات الإسلامية، ومجالات العلوم الإنسانية من الكتب الأدبية، والفكرية، والفلسفية، والفنون، وكتب العلوم التجريبية والتطبيقية، وعدت دور النشر بالنسبة للزوار المعرض محطات استرخاء لفكرهم الذين يتمعن للحظات عناوين الكتب التي تبرزها أرفف أجنحة الدور، حتى يجد لهم من بينها ما يلبي شغفهم في القراءة. وما يؤكد تميز معرض الرياض الدولي للكتاب ما أوضحه ل "واس" عدد من ممثلي الدور العربية المشاركة في معرض الرياض للكتاب 2017، ومنهم العارض بدار الفكر الجامعي للنشر والتوزيع ومدير جناح مصر محمد قزمان الذي أشار إلى أن مشاركاتهم في المعرض بدأت منذ عام 1993م، مبينًا أن معرض الكتاب شهد قفزات نوعية طوال مسيرته، وحقق نجاحات جعلت منه أنموذجاً باهراً على مستوى المعارض الإقليمية والعالمية. ونوه قزمان بالحراك الثقافي والفكري الذي تشهده المملكة، مرجعًا ذلك للدعم الذي يجده المثقفون السعوديون من القيادة الرشيدة، ومؤسساتها الثقافية، في حين أفاد أن زوار معرض الكتاب يولون بعض موضوعات الاقتصاد الإسلامي، وحقوق الإنسان، والتربية، والأدب باختلاف مجالاته اهتماماً أكبر عن موضوعات أخرى