في حدود علمي أن الاستبيان أو الاستبانة - كما يحلو للبعض - أداة بحث واستقصاء من ضمن أدوات أخرى يمكن أن يُعتد بها لتكوين رؤى أو رؤية حول شَيْءٍ ما، وليس هو الأداة الأوحد لفعل ذلك، وبالتالي فإصدارالأحكام من خلال رجع الصدى بعد توجيه الأسئلة لشريحةٍ ما قد لا يفي علميًّا بالغرض. بين فترة وأخرى تتحفنا - شئنا أم أبينا - الساحة الموازية بعدة استبانات بين «المفتوحة والمغلقة» ولا ضير في ذلك، لكننا نتحدث عن أهمية ما ينتج عنها، وليس عمن وراءها، وهل هو الواقع؟... لقد تابعت نتائج استبيان منتديات الشموخ مؤخرًا والذين نشكرهم على استمراريته بقيادة الفدغوش، ونقدّر لهم الجهد المبذول.. إلا اننا لاحظنا في بعض النتائج ما يدعونا لإبداء الرأي حول الاستبيانات عامة، وهذا الاستبيان خاصة لعدة أسباب: فقدان عنصر الانفعالية والتفاعل الذي لا يحدث إلّا بالمقابلة الشخصية وأثره في مصداقية المُستبين! خاصة اذا حسبنا لأهمية النتائج وحساسية الساحة الموازية التي يخاف أربابها من ظلّهم! غموض الفكرة قد يُحدث نوعًا من الملل لدى القرّاء لعدم إمكانية الاستفسار فتكون اللامبالاة ذات أثر في الإجابة. استهداف القرّاء كشريحة مستبيَنة بأسئلة قد تكون تخصصية - المقال النقدي، القناة التليفزيونية، الصفحات الأدبية..- واعتماد إجاباتهم لتصبح لاحقًا معيارًا يُرد به على المختصين..! اختيار أسماء - مع الاحترام لشخوصهم- في بعض فروع الاستبيان وهناك بالبديهة مَن يفوقهم. ولربما كانت لمحدودية الرقعة الجغرافية التي طُبّق عليها الاستبيان وتناقل المعلومات بين المستبيَنين ومحدودية وسائط إيصاله للعملاء ودور الإعلام الشللي أثر في بعض النتائج، وهذه تدعو لأخذ الحيطة مِن اعتماد نتائج مثل هذه الاستبيانات كحقائقٍ مسلّم بها، ولكن ليُستأنس بها في تحديد مزاجية الساحة ومستوى الذائقة الجماهيرية وتنشيط التنافسية معنويًّا، على ألا توثّق كمرجع يُحتكم إليه. كانت هذه القراءة عن بُعد، مع العلم أنه مجرد استبيان! همسة محب: آمل أن تعتمد الاستبيانات - المفتوحة أو المغلقة أو المشتركة - الأدبية في ساحتنا الموازية على آراء المهتمين الموضوعية بالذات عند طرح الأسئلة التخصصية والمهنية، أما الاستبيانات العامية فستُرينا نتائجها العجب العجاب وتقديم المفضول على الفاضل..! مع التحية: يا صاحبي صفّها لا تجرح النيّه خلّك شمالي وصدرك دوم مدهالي ترى السوالف تجي وتروح عاديه ما بيني وبينك الّا الطِيب يا غالي