خادم الحرمين الشريفين في صور مع قادة ماليزيا وإندونيسيا وبروناي خلال زيارته التاريخية لهذه الدول (اليوم) تظل هنالك زعامات استثنائية تُشكل في حضورها صمام الأمان للسلم العالمي، وتبث عبر مواقفها الحكيمة الطمأنينة تجاه المستقبل، رغم كل ما يجري من الصراعات، وما يحتدم في معظم أرجاء العالم من الفتن والقلاقل. الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لم يأتِ إلى المشهد السياسي على ظهر دبابة، ولم يصعد سلمه الطويل لا قفزا ولا هرولة، وإنما تشرب الزعامة كابرا عن كابر، ونهل من مدرسة «المؤسس» على مدى عمرٍ من المسؤوليات في كافة المنابر والمنصات، هو اليوم الزعيم الأممي الذي يمثلُ رمانة ميزان العدل والعدالة، والقائد الذي يحظى بثقة الشرق والغرب. هنا في محطات من الرحلة الملكية الكبيرة تجاه آسيا، نستكشف ملامح التأثير والحضور العميق للسياسة والاقتصاد السعوديين، في «ماليزيا، إندونيسيا، وبروناي» تجلت أطر المشهد والحضور السعودي في الشرق. * لا أقول هذا من منطلق عاطفة المواطنة، وإن كان هذا من حقي، لكنني أذكره على سبيل وصف الأمر الواقع، الذي شاهده العالم وتبينه حول حجم تأثير خادم الحرمين الشريفين، ومكانته الرفيعة على الساحة الدولية، التي لمسناها ومازلنا نتلمسها وتبهرنا، ونحن في عداد الوفد الصحفي المرافق، إبهار حول مدى التقدير الذي يحظى به - حفظه الله - من كافة بلدان العالم قيادات وشعوبا. * لم يسعفني وقت وصول الرحلة التي حملت الوفد الإعلامي المرافق لجولة خادم الحرمين الشريفين من تبيان تفاصيل العاصمة الماليزية كوالالمبور في تلك اللحظة، فالوقت كان ليلا، لكن تكتشفت أن تلك العاصمة تحولت لعرس استعداد بشوارعها ومنشآتها وسكانها، لاستقبال أهم شخصية تقود العالمين العربي والإسلامي. ماليزيا * في ماليزيا المحطة الأولى من جولة خادم الحرمين الشريفين، أعلن عن إنشاء (مركز الملك سلمان للسلام العالمي) في أبلغ رسالة لبيان الدور الذي تلعبه هذه البلاد، ويقوده زعيم الحزم، لمواجهة التطرف والغلو والأفكار الضالة والإرهاب. * وهناك أيضا كانت رسالة واضحة من نخبة المجتمع الماليزي والجامعات التي استقبلت سلمان طيلة ثلاثة أيام، عن مدى الاحتفاء بضيف البلاد الكبير، ومدى الحب لرجل السلام، ولمكانة المملكة سياسيا ودينيا واقتصاديا. * كل ساعة من إقامة خادم الحرمين في كوالالمبور، كانت ترجمة لشعبيته ومكانة المملكة من أعلى المستويات والفئات التي راحت تتابع عبر وسائل الإعلام العالمية، الحدث الأكبر في بلادها وتوقيع العديد من الاتفاقيات المهمة ومنها اتفاقية التعاون بين شركتي «أرامكو» و«بتروناس» في مجمع تكرير قيمته 27 مليارا بطاقة 300 ألف برميل يوميا. إندونيسيا * ها هي رحلة الوفد الإعلامي تحط في مطار حليم الدولي في العاصمة جاكرتا، الدولة الصديقة التي يتواجد بها أكبر عدد من المسلمين في العالم، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 250 مليون مسلم. * جميلة هذه العاصمة، لن يستطيع أحد أن يصفها قبل أن يزورها، إندونيسيا هي أحد أعضاء مجموعة العشرين، قوة اقتصادية تلاحظها في أسواقها ومتاجرها وفنادقها. -سلمان، حينها همس لي أحد الصحفيين الممثلين لوسائل الإعلام الإندونيسية، إن هذا الحجم من الاستقبال الشعبي يعد سابقة تاريخية في مسيرة إندونيسيا. * في إندونيسيا، وكافة محطات هذه الجولة المباركة تكاد تلمس، وترى رأي العين، حجم ثقة شعوب هذه القارة بهذا الزعيم الذي سبقته حكمته ومواقفه العادلة إليها، قبل أن يصل إليها ملكا يمثل بلاد مهبط الوحي وقبلة المسلمين. * وفي إندونيسيا أيضا كانت هناك نجاحات اقتصادية بتوقيع البلدين 14 اتفاقية تاريخية تعزز عمق العلاقة والتحديات. بروناي * أما في بروناي دار السلام، فقد قال لي دبلوماسي خليجي، في قاعة الضيافة الكبرى: جولة الملك سلمان لا تخص المملكة وحدها، فهو يمثل كل دول الخليج حكاما وشعوبا، وأيضا يمثل الأمة قاطبة، وهي التي تعول عليه في تصويب مساراتها، وتصحيح أوضاعها. * كان ما يقوله الدبلوماسي الخليجي وهو على درجة سفير، كلام حق لزعيم كبير ودولة كبيرة. نعم، هكذا في صناعة السلام والأمن هذه يد سلمان، وفي صناعة الرخاء والاستقرار هذه يد سلمان، وفي تعزيز قوى الشراكة الاقتصادية والتجارية مع العالم هذه يد سلمان، وستظل هذه اليد التي تلوح ببشائر الخير ممدودة لكافة الشعوب التي تستقبلها اليوم بالتحية وبما تستحق كزعامة دولية ترجح كفة الميزان الذي تقف فيه. * إنه رمز الزعامة الذي يستمد شرعيته من تاريخٍ حافلٍ بالمواقف والإنجازات، فيما تنتظر «طوكيو»و«بكين» و«جزر المالديف» ضيفها الكبير. برنامج الوفد الإعلامي المرافق لخادم الحرمين الشريفين: قام الوفد الإعلامي المرافق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله - خلال زيارته للمملكة الماليزية بالمشاركة في عدد من الفعاليات والزيارات، وابتدأت بمجموعة شركات يرسرانا الماليزية التي أشرفت على قطار المشاعر، وندوة ثقافية إعلامية جمعت رؤساء تحرير الصحف السعوديين بنظرائهم الماليزيين في الملحقية الثقافية للسفارة السعودية بماليزيا، إضافة للمشاركة في منتدى الاستثمار السعودي الماليزي. كما زار الوفد عدة جهات منها: جامعة MSU للعلوم والإدارة، والتي تعتبر من أهم الجامعات ويدرس بها نحو 30 سعوديا درجة الدكتوراة، ومركز الحجاج الماليزيين، ومعهد الدراسات الإستراتيجية والدولية، ومركز الأمن الاجتماعي والبحوث. وخلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لجمهورية إندونيسيا قام الوفد بزيارة جامعة إندونيسيا، والبرلمان الإندونيسي، ومنتدى الاستثمار الإندونيسي، والمعهد الإندونيسي للبحوث والدراسات. ترحيب شعبي ورسمي تاريخي بخادم الحرمين خلال زيارته لإندونيسيا (تصوير: سليمان أباحسين)