تتسم العلاقات السعودية - الماليزية منذ بدايتها في الستينيات من القرن المنفرط بالاحترام المتبادل والعمل على تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، وقد استمرت هذه العلاقات في شتى الميادين والمجالات في تصاعد مستمر، وحظيت باحترام كبير، فهي مثال لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول الإسلامية كافة. وزيارة قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- لماليزيا وبقية الدول الآسيوية المشمولة بالزيارة، تجيء لتوثيق أواصر العلاقات المتبادلة بين المملكة وماليزيا وسائر الدول الآسيوية لما فيه دعم المصالح المشتركة بين المملكة وتلك الدول؛ وصولا إلى تحقيق التضامن الإسلامي المنشود، وللتباحث فيما يهم قضايا الأمتين العربية والإسلامية. لقد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وكوالالمبور في منتصف عام 1961م، ومنذ ذلك التاريخ ومراحل التطور في العلاقات تزداد نموا وترسيخا في مختلف المجالات والميادين، ولا تزال الزيارات الرسمية على أرفع المستويات مستمرة بين البلدين الصديقين؛ للتباحث في شتى وسائل التعاون بينهما. وثمة تعاون كبير بين المملكة وماليزيا في مجالات ثقافية وتعليمية، وقد وقعت بين البلدين سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات عسكرية وتعليمية وسياحية، منها مذكرة التفاهم للتعاون في المجال العلمي والتقني والصناعي لأغراض الدفاع الوطني، وهي مذكرة ذات أهمية على طريق استثمار التعاون بين البلدين في تلك المجالات الحيوية لما فيه المنفعة العامة للبلدين الصديقين. وإلى جانب ذلك، فثمة اتفاقيات عديدة وقعت بين البلدين، كالاتفاقية التي أبرمت بين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الوسائط المتعددة الماليزية، لاستكمال عملية الشراكة بين الجامعتين، وثمة اتفاقية بين الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة العلوم الماليزية لتوثيق الصلات العلمية والتعليمية بين الجامعتين، واتفاقية تعاون بين جامعة طبية وجامعة ماليزيا للتكنولوجيا، ومذكرة تفاهم في المجال السياحي بين البلدين. إضافة إلى ذلك، فقد قدمت المملكة لماليزيا مساعدات تنموية، وثمة تطور ملحوظ للحركة التجارية ورؤوس الأموال بين الرياض وكوالالمبور، فتلك الاتفاقيات والمساعدات وتنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين أدت كلها إلى ترسيخ العلاقات الوشيجة بين الرياض وكوالالمبور. كما أن البلدين يؤيدان كافة قضايا الأمن والسلم الدوليين، ويحاربان ظاهرة الإرهاب، ويسعيان بجدية ومثابرة لحلحلة الأزمات العربية والإسلامية والدولية العالقة، ويعملان معا لنشر الأمن والسلم الدوليين، ويدعمان المنظمات والهيئات الدولية الساعية لايجاد أفضل الحلول الرامية إلى إنهاء موجات الحروب والنزاعات في سائر بؤر التوتر المنتشرة في كثير من أمصار وأقطار المعمورة.