يشهد السوق النفطي العالمي نوعًا من الاستقرار مع ثبات الأسعار حول مستوى الخمسين دولارًا بفضل اتفاق أوبك لتخفيض الانتاج ومساهمة المنتجين من خارج المنظمة بها كذلك، وبدء تطبيق الاتفاقية ودخولها مرحلة التنفيذ ليدل على تقاسم المسؤولية والعبء ما بين عدد لا يستهان به من منتجي النفط حول العالم بعد أن عصفت بهم أزمة الأسعار وأضرت بموازنات جميع المنتجين فحتمت عليهم أوضاع السوق التعاون مع بعضهم البعض للمصلحة العامة مما شجع عددا من المنتجين العالميين بزيادة الانفاق على عمليات الاستكشاف في أكثر من عشرين حقلا حول العالم مقارنة بثلاثة حقول فقط في نفس هذا الوقت بالعام الماضي، مما يعطي ثقة أكبر بثبات الأسعار حول المستويات الحالية للفترة القريبة القادمة وتوقعات ببقائها قريبة من هذه المستويات على المدى المتوسط مع انخفاض شراسة المنافسة ما بين المنتجين للنفط التقليدي والتفاهم البناء الحاصل في أيامنا هذه. وتعتبر عمليات الاستكشاف أولى الخطوات نحو تعزيز الانتاج وأكثر مشاريع الاستكشاف تطرح من قبل الشركات العالمية المستحوذة على امتيازات نفطية محددة الزمن لتستغل المبالغ المستثمرة لشراء هذه الامتيازات لتحقيق أعلى العوائد من هذا الاستثمار، فاليوم أغلب مشاريع الاستكشاف التي تم الاعلان عنها تقع بامتيازات بحرية وعمليات استخراج النفط من حقول بحرية عميقة (Deepwater Exploration) مع اقتراب الأسعار عند مستويات تكلفة الانتاج بها بعد توقف العمل بها منذ ما يقارب السنتين. التفاؤل الحذر والخطط المدروسة تتسيد الموقف حاليا بسوق النفط العالمي بعد موجة الاحباط الكبيرة نتيجة انهيار أسعار النفط التي دفعت بعض المحللين العالميين للتصريح بعدم عودة أسعار النفط فوق مستوى 40 دولارًا لسنوات، فقد صرح أحد المسؤولين بشركة Statoil النرويجية بأنهم «لن يركضوا سريعا ولن يتم البدء بمشاريع كبيرة في عام 2017» وذلك يعتبر طبيعيا بعد النمو القوي والسريع جدا بمشاريع القطاع النفطي العالمي نتيجة الزيادة الكبيرة بأسعار النفط لمستويات المئة دولار للبرميل، حيث اراد الجميع أن يستفيد من هذا الارتفاع الكبير الاستفادة القصوى وقد أعمت العوائد الضخمة المخاطر المحتملة بهذه المشاريع وتم تمرير عدد كبير منها وبالنهاية لم ينج منها إلا القليل.