تمر المنطقتان العربية والاسلامية بالكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية، والتي بالعادة يكون ليس فيها طرف واحد فقط إنما عدة اطراف تتقاسم ذات المصلحة أو مصالح متقاربة. والخليج العربي ليس بمعزل عن الخارطة السياسية، وخاصة المملكة العربية السعودية، التي تعد الاخت الكبرى بين دول مجلس التعاون الخليجي. وبما أن هذه الفترة تعد مرهقة للعالمين العربي والخليجي خاصة وتحديدا مملكتنا الحبيبة التي تتعرض لهجوم إعلامي مكثف جدا من جهات بعينها وخاصة الجمهورية الاسلامية الايرانية، فسأتحدث عن الوضع التاريخي والذي قد يكون البعض غير مدرك له. أو أقلها نسميه ردًا على الأكاذيب التي لا توجد الا في أبواق الناعقين، فصفحات التاريخ تقول ان العلاقات بين البلدين اتسمت بالاحتقان الشديد، وانقطعت العلاقات الدبلوماسية في 1943م، بسبب ارتكاب حجاج إيرانيين ارتكابات طائفية في الأماكن المقدسة، وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران من جديد في 1987م بعد اعتداءات إيرانية في مكةالمكرمة ومحاولات احتلال الحرم المكي الشريف، مما أسفر عن مصرع أكثر من 400 شخص معظمهم إيرانيون، في صدامات مع الشرطة السعودية عرفت باسم أحداث مكة 1987م، لكن تمت استعادة العلاقات عام 1991م، وقطعتها السعودية مجددا في مطلع 2016م بعد الهجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران. كانت علاقات السعودية مع إيران في فترة نظام الشاه تتسم بالتوتر والبرود أحيانا وفي بعض الفترات تكون علاقات وثيقة جدا وكان أول توتر آنذاك في 1943م بسبب قيام السلطات السعودية بمعاقبة أحد الإيرانيين بعد اتهامه برمي القاذورات على الكعبة وشتم الرسول والصحابة لكن العلاقات أعيدت في 1946م، ولكن شابها التوتر من جديد في 1950م بسبب اعتراف إيران بإسرائيل، وتوترت العلاقات من جديد في 1968 بعد إعلان بريطانيا نيتها الانسحاب من عدة إمارات خليجية كانت تحت الانتداب البريطاني وطالبت إيران حينها بالاستيلاء على جزر خليجية لكن السعودية في عهد الملك فيصل آنذاك وقفت بوجه المطامع الإيرانية. على عكس فترة الثمانينيات الدموية توصف فترة التسعينيات وبداية الألفية بأنها فترة ذهبية في العلاقات الإيرانية السعودية وخاصة مع وصول رئيسين إصلاحيين مثل هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي اللذين زارا السعودية في عام 1997م في أرفع زيارة لمسؤول إيراني للسعودية منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية ووقعت اتفاقية أمنية بين إيران والسعودية في 2001م. كما هو واضح من سياق التاريخ أن الاحداث السياسية هي سيدة المشهد الدولي بين البلدين، ولكن بالرغم من أن قيادة حكومتنا الرشيدة حفظها الله كانت تراعي عدم القيام بالخطوة الاولى إلا ان ايران اعتبرت ذلك كما يصوره اعلامها المضلل أن المملكة العربية السعودية تنظر إلى الاوضاع من ناحية مذهبية ودينية. فلو كانت المملكة كذلك لما كانت تستقبل الحجاج سنويا من مذاهب عدة من جميع انحاء العالم. وبالرغم من أن المملكة تربطها علاقات سياسية وتاريخية مع دول اجنبية ليست اسلامية ابدا، فالعلاقات ودية ومصالح متبادلة الا أن الوضع جدا مختلف مع طهران نظراً لعدوانية نظام إيران وتصدير الاضطرابات إلى الوطن العربي.والتوتر بين البلدين ليس مذهبيا كما يروج اعلامهم، ولكن الاقرب أن يكون توسعيا، وانتهاك القوانين الدولية والسياسية من خلال نهج إيران في زعزعة امن دول الجوار، بتكوين أذرع فوضوية في هذه الدول. في نهاية المطاف ان حكومتنا الرشيدة قادرة على اتخاذ ما هو في صالح سيادة بلدنا ونحن من ورائها داعمين وملبين وبس.