جوار منزلي في مدينة هيوستن الأمريكية هايبر سوبر ماركت بحجم صالة أفراح شاهقة، أتجول فيه وحدي بين أكوام الفاكهة المصفوفة بأناقة والبضائع المرصوصة بعناية بكافة الألوان والمذاق والمقاسات، لا يفسد علي متعتي سوى شعوري بالوحشة لخلو السوبر ماركت من المتبضعين، والتي لا يقطعها سوى مرور العاملين بالسوبر ماركت بزيهم الأنيق حتى أخرج إلى سيارتي التي تبدو كاليتيمة في موقف سيارات يتسع لآلاف السيارات، وجوار منزلي في الظهران سوبر ماركت بحجم قفص الكبريت ترمى فيه البضائع في الأسياب بشكل عشوائي، حتى لا تستطيع المرور والمجال مفتوح لهم بصف البضائع على أكتاف المتسوقين، فلا مقاسات للأسياب ولا احترام للمتسوقين وأسعار فلكية وفوقها مواقف سيارات شحيحة تتسع للدراجات النارية، هذا لم يمنع السعوديين أن يتجولوا في هذا السوبر ماركت صغارا وكبارا، أطفالا وعجائز، بحثا عن شيء من الترفيه .ضاقت السبل على السعوديين في إمضاء وقت ممتع، فكان السوبر ماركت مكانا للتخلص من طفل أزعج والدته في المنزل وامرأة ضجرت من المنزل فأتت تزاحم المتبضعين الجادين على مواقف مزدحمة، ومن رجل متقاعد يقلب عينيه في كل الاتجاهات. في السعودية تكتظ السوبر ماركات بالناس طوال اليوم صباحا ومساء «بين عشاوين» حاولت كل الأوقات، لكن شيئا ما يشد السعوديين للتبضع ليس التسوق فقط، إنهم يبحثون عن الترفيه بين أرفف السوبر ماركت لا شيء يستجد في حياة السعوديين سوى بضائع السوبر ماركت.