لجأ العديد من جهات القطاع العام إلى حوسبة العمليات الإدارية وتقديمها عبر أوعية الخدمات الإلكترونية للمواطنين هذه النقلة النوعية قللت من الوقت والجهد والتكاليف بصورة ملحوظة وأسهمت في مضاعفة الإنجاز وتجويده وحققت العدل والمساواة في تقديم الخدمة للجميع ضمن إطار رقمي تكون الأولوية فيه لأسبقية التسجيل الإلكتروني وذابت من خلال هذه الحالة التقنية أي اعتبارات كانت تؤثر سلباً في مستوى وطريقة وأسلوب وآلية تقديم الخدمة للمستفيدين. ولعل موقع «أبشر» احتل، ولا يزال، القمة في الخدمات التي يقدمها للمواطنين هذا الحكم اتفق عليه جميع المستخدمين بعد سنوات من التجربة والتعامل والاستفادة المثلى في الوقت الذي يوجد فيه عدد من المواقع الالكترونية متميز كذلك وذو جودة عالية وأخرى متوسطة والبعض الآخر دون المستوى. وسأتحدث هنا عن المواقع الإلكترونية الواقعة ضمن الفئتين المتوسطة والقليلة وابتداءً فالحكم والتصنيف على تلك المواقع هو حكم انطباعي من خلال آراء الناس وهم المعنيون فعلياً بها كونها وضعت أساساً لخدمتهم وتسهيل أمورهم وتيسير مصالحهم وإنجاز معاملاتهم، وبما أنها كذلك فلا شك أن آراء الناس وانطباعاتهم هي مؤشرات ذات دلالات عالية الوضوح عن مستوى التقبل والرضا من هذا الموقع أو ذاك غير أن هذه الدلالات والمؤشرات لم يعد بالإمكان تجاهلها فدراستها وتحليلها وتقييمها هي أولى الخطوات للتميز. ومما يلاحظ على هذه المواقع إما سوء في التصميم إلى درجة منخفضة جداً حتى أنها لم تبلغ الحد الأدنى من القبول وتشتمل على أخطاء فنية واضحة أو مواقع فيها مبالغة في التصميم إلى مستوى ينافي ويناقض ما أنشئت من أجله فالمستفيد يريد خدمة تنجز بسهولة لا معرضاً تبرز فيه عضلات مصممي «الفوتو شوب» تجعل الموقع ثقيلاً ومملاً يثير الحنق والغضب حين الدخول إليه أو التنقل بين ارتباطاته التشعبية. إن وجود مثل هذه المواقع الضعيفة يعيدنا إلى المربع الأول ويسحبنا إلى منطقة الروتين البدائي السابق ويجرنا إلى مساحة من التعقيد الذي له أول وليس له آخر فالمواقع الالكترونية الخدمية حين ينتفي منها التصميم العملي الاحترافي وتخلو من الخطوات الإجرائية السهلة واليسيرة يصبح ضررها أكثر من نفعها وتكون مواقع لتسجيل الحضور والتمظهر ليس أكثر. وتوصلك بعض هذه الجهات عبر مواقعها إلى قناعة تامة أنهم يحاولون– والحالة هذه– إعادة اختراع العجلة في الوقت الذي يوجد أمامهم أنموذج مثالي للمحاكاة وهو «أبشر» وأيضاً النظر كذلك إلى ما انتهى إليه الآخرون والاستفادة من التجارب الخلاقة ضمن هذا الإطار. بقاء الحال على ما هو عليه وعدم الاعتراف بالمشكلة والقيام بالخطوات العلمية لحلها وتصحيحها سينتج مناخاً مأزوماً لدى جميع المتعاملين مع هذه المواقع وموقفاً سلبياً من مستوى الخدمة لدى تلك الجهات. نصيحتي للقائمين على تلك المواقع ألا يكونوا كمن يضع العربة أمام الحصان ثم يأخذ مكاناً قصياً ليندب حظه فهذه المواقع ليست مواقع شخصية أو منتديات شللية للدردشات هي مواقع تمثل هذه الجهات اعتبارياً ورسمياً الأمر الذي يحتم على القائمين عليها رفع سقف التوقعات لدى المستفيدين بمنتج مستقبلي يخدمهم ويسهل الإجراءات عليهم ويبسطها ويجعلها سلسة وسريعة بيد أن الممانعة والتشبث بالخطأ سيجعل الجميع يترحم على أيام الملف العلاقي الأخضر!