انتهت جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- وفقه الله لما يحب ويرضى- للدول الخليجية ابتداء من الإمارات العربية المتحدة مرورا بقطر والبحرين وختاما بديرة «إخوان مريم» الكويت، لتنتهي جولة «أخو نورة» هناك. الزيارة لم تكن بسيطة بل تحمل الكثير من الدلالات الواضحات والمعاني الجلية التي أفضت إلى شيء واحد سأذكره آخر المقال. ابتداء من الاستقبال الرسمي والشعبي المهيب للملك في كل دولة يحل بها، استقبال كان تاريخيا بحضور قادة الدول ونوابهم واحتفال شعبي كبير يدل دلالة واضحة على مكانة وثقل المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا ووطنا بل وكيانا، حين ننظر للمملكة نجدها هدفا لكثير من القوى الاقتصادية في الخليج حيث إن سكانها يمثلون أكثر من 68% من القوة الشرائية في الخليج بل حتى أن صناع الإعلام التقليدي والجديد أقروا أن السعودية هي الجمهور الاول، وكذلك على المستوى الرياضي والقنوات التي تحتكر الدوريات الشهيرة يكون السعوديون هم الاوائل. أعود للب المقال، هذه الزيارات تؤكد وتكرر أن المملكة عمق إستراتيجي مؤثر وقوي على الصعيد الخليجي والعربي والإسلامي وحتى الشرق الأوسط، وتأثير ليس بقليل على العالم بأسره، المملكة بتاريخها وجغرافيتها وما تحمله على وتحت أرضها حضرت مع الملك سلمان، تجلى ذلك كله في تلك الزيارة، خاصة بعد أن أصبح المصير مشتركا في وجه طوفان الفرس العجم الذين في كل يوم يعودون إلى جحورهم من خلال من وضعوهم أذنابا لهم، قاد الملك حينها عاصفة الحزم والتف معه قادة دول الخليج لان يد الله مع الجماعة في دحر عدو يظهر وجها بشعا قبيحا ويخفي وجها اخر اقبح وابشع وافعاله واقواله كذلك بل اسوأ. منذ أن كنا صغارا ونحن نسمع ونشاهد في المهرجانات الشعبية «خليجنا واحد وشعبنا واحد الله اكبر يا خليج ضمنا»، لكن لم تتجاوز تلك الكلمات أراضي تلك المهرجانات وتعود حيث أتت، أما الآن فصارت هذه الكلمات أكثر تجسيدا وتأثيرا على أرض الواقع، إيمانا بخطر محدق يهدف للمساس بكل الخطوط الحمراء ابتداء من الخليج ولن يتوقف هناك كما تنص لوائح تصدير الثورة التي بإذن الله ستوأد في مهدها. الكلمات لم تكن فقط باللسان بل بالمدافع والطائرات ولهيب الصواريخ التي تنطلق من أطهر بقعة في العالم لتحط في أحشاء العدو في اليمن ونسمع صراخ عمائم طهران وأذناب حزب شيطانهم في جنوبلبنان وكل من تبعهم قرب الشام والفرات، كل ذلك كمحصلة لثقل زعماء المملكة عبر تاريخهم والذين سخروا طاقاتهم لإعلاء كلمة «لا اله الا الله» هم وشعبهم وكل ما يملكون دائما وأبدا مهما كان الثمن. * إعلامي - ماجستير إدارة أعمال