ثمة خط فاصل بين النجاح والفشل في مشوار الحياة عموماً وباعتبار الحديث هنا ينصب عن الرياضة وكرة القدم تحديداً تبرز حالياً قصة نجاح خيالية وعبقرية بطلها رجل الأعمال والملياردير النمساوي الشهير من أصول كرواتية ديتريش ماتيشيتز. هذا الرجل قلب الطاولة رأساً على عقب خلال فترة السنوات العشر الأخيرة على مستوى لعبة كرة القدم، حيث نجح بشكل غير مسبوق في مجال الاستثمار الرياضي. البداية كانت عام 2005 حين قام بشراء نادي سالزبورغ النمساوي وحول اسمه إلى نادي ريد بولز سالزبورغ وفي نفس العام اشترى نادي متروستارز الأمريكي بمبلغ 100 مليون دولار وحول اسمه إلى نادي ريد بولز نيويورك وفي عام 2009 قام بشراء رخصة نادي ماركرانشيت للهواة في مدينة لايبزيغ الألمانية مقابل مبلغ رمزي زهيد وحول اسمه إلى ريد بولز لايبزيغ وفي هذه الأيام تدور كثير من الأخبار حول أنه وضع إنجلترا هدفاً جديداً له وتحديداً عبر نادي تشارلتون أو نادي برينتفورد. يلاحظ من السياق السابق أعلاه مدى قدرة هذا الرجل العجيبة في مجال صناعة أندية أبطال ولعل أكبر دليل مادي على ذلك حجم الجدل الحاصل حيال نادي ريد بولز لايبزيغ متصدر الدوري الألماني هذا العام برصيد 33 نقطة بعد مضي الجولة رقم 14 من البوندسيلغا وعلى حساب عمالقة الأندية الألمانية الكبيرة بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند ولعل المفارقة تكتمل، حيث لعب هذا النادي عند تأسيسه في دوري الدرجة الخامسة قبل أن يصعد هذا الموسم فقط لدوري الدرجة الأولى ويغير بوصلة المنافسة، وكان النادي الصاعد قد دعم صفوفه بمجموعة من اللاعبين من نادي ريد بولز سالزبورغ «العائد لملكية ديتريش ماتشيتيز» بإجمالي أنفاق هذا العام بلغ 52 مليون يورو. الجدير بالذكر، والتزاما بالضوابط الموجودة في ألمانيا بخصوص قانون الملكية 51% من أسهم نادي ريد بولز لايبزيغ يملكها موظفو النادي و49% تملكها الشركة العملاقة ريد بولز النمساوية «العائدة لملكية ديتريش ماتيشتيز»، ولعل هذه الفلسفة الفريدة من نوعها رفعت نسبة الولاء لدى العاملين مع هذا الرجل، الذي يؤمن كثيراً بأن النجاح معادلة تتطلب وجود كثير من الشركاء وربما هذا يعود إلى ظروف حياته الشخصية الصعبة في الطفولة وانفصال والديه المبكر، حيث جعل كل هذا منه يعتمد على نفسه وهذا يفسر خطواته المتسارعة، حيث درس التسويق عن كثب على مدى 10 سنوات متواصلة قبل أن يعمل كمسوق في عدة شركات قبل أن يطرق مجال الاستثمار والصناعة ويؤسس شركته الخاصة عام 1984. كلمة أخيرة: «نحن نسعى لكي نتجنب الألم أكثر من سعينا للبحث عن السعادة» الطبيب والعالم النمساوي الشهير سيجموند فرويد.