تعتبر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية أقدم الجمعيات التشكيلية في دول مجلس التعاون الخليجي فقد تأسست في العام 1967 وبعد عامين أقامت معرضا عربيا كان نواة لمعرض التشكيليين العرب الذي تواصل في صيغته الاقدم حتى احتلال الكويت وكانت اخر دوراته في العام 1989، تعاقب على رئاسة الجمعية العديد من الفنانين التشكيليين الكويتيين بينهم خليفة القطان وامير عبدالرضا ومحمود الرضوان وأخيرا عبدالرسول سلمان الذي كان في فترة اسبق امينا لسرها. فعّل عبدالرسول سلمان منذ تولى رئاسة الجمعية أنشطتها ببرامج متنوعة استقطب لها فنانين عربا وأجانب بجانب الفنانين الكويتيين، ونوّع في برامجها بين المعارض والورش والدورات والمحاضرات والندوات والمشاركات الخارجية، ولعل اهم تلك البرامج المعرض العام للفنانين الكويتيين، ومسابقة الشيخة د. سعاد الصباح التي اتخذت في شكلها الأخير ورشا وممارسة فنية بمقر الجمعية تنتهي بمسابقة ومعرض ترعاه الشيخة سعاد الصباح، هذا خلاف بينالي الخرافي الذي استقطب فنانين عربا للمشاركة ومنح الاعمال المتميزة جوائز وشهادات وميداليات، لكن توقف بوفاة راعيه، وقبل أعوام نظمت الجمعية سمبوزيوم للنحت شارك فيه عدد من الفنانين العرب والأجانب بجانب الكويتيين، كل هذه الفعاليات وغيرها تجعل من الجمعية الكويتية محط اهتمام الوسط الفني العربي الذي يحرص رئيس الجمعية على مشاركته في برامج الجمعية، يقوم الفنان عبدالرسول سلمان بإصدار بعض الالبومات المصورة لزملائه من الفنانين الراحلين او الاحياء لعل اخرها الكتاب المصور لأعمال الفنان الكويتي عبدالرضا باقر وقبله كتب مصورة عن الراحل عيسى صقر وامير عبدالرضا وغيرهما، اما الفنان فقد صدر لأعماله اكثر من كتاب يرصد مسيرته وأعماله الفنية، كما انه صاحب اول كتاب عن الفن التشكيلي في الكويت. خلال خمسة أيام في نوفمبر الماضي نظمت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية «الملتقى التشكيلي العربي الثالث» وأقيمت خلاله ندوة بمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016 تحت عنوان «الفن الإسلامي اطلالة حديثة ومعاصرة» الندوة جمعت عددا من الباحثين والاكاديميين والنقاد والفنانين بينهم د. عبدالغني العاني وهو باحث وخطاط عراقي واحد تلامذة الخطاط هاشم البغدادي ويقيم ويعلّم في باريس كذلك الفنان د. فيصل سلطان والناقدة د. مهى عزيزة سلطان والفنان د.عبدالسلام عيد والفنان محمد قرماد والفنان احمد عبدالغني والناقد الدكتور ياسر منجي والفنان يوسف احمد والدكتورة مها السنان والفنان حسين دعسة وعبدالرحمن السليمان. ارتبطت حوارات الندوة بالعلاقة بفنون الإسلام والبحث عن مرجعيات تسهم في خلق فنون تتميز بها الدول الإسلامية التي كان لأبنائها الدور في نهضة وبعث فنون متعددة المشارب تتقارب وفق البيئة والمحيط الذي تنشأ فيه، وقد انتهت الندوة بتوصيات تضع فنون بلاد الإسلام في موقع تأثيرها كمكون له مواصفاته الروحية والمادية، أقيم ضمن برنامج الملتقى معرض لزخارف القرآن الكريم، وهو عبارة عن مصورات مكبرة لآيات ونصوص وصفحات قرآنية، كما افتتح ضمن برنامج الملتقى معرض لعدد من الفنانين الكويتيين تحت عنوان (الجمال والهوية) بينهم عبدالرسول سلمان وعبدالرضا باقر وسعد البلوشي وسالم الخرجي وسعود الفرج وهاشم كرم، زيارات الوفد المشارك انحسرت على متحف الكويت الوطني ومتحف طارق ومجموعته العامة والخاصة بفنون الخط من البلدان الإسلامية، يعتبر هذا الملتقى في اطاره العام شكلا من التقريب والتواصل العربي، الذي غاب خلال الأعوام الأخيرة بفعل الاحداث التي تشهدها بعض البلدان العربية، والكويت اهتمت مبكرا بالملتقيات العربية خاصة، والانفتاح على الأنشطة العربية والعالمية التي كان لها ومن خلال بعض اسمائها ورموزها الفنية الحضور ولفت الأنظار، الجمعية أعلنت خلال الملتقى عن تنظيمها مناسبة خليجية قريبة تضم فنانين تشكيليين وفنانات من دول الخليج العربية.