على سمعها الأحساءَ طاف وشنّفا وحقق حُلْماً بات فيها وما غفا على سمعها بشرى المليكِ توافدت تطيبُ معانيها وتعْذبُ أحرفا تسامت نخيلٌ رغم فرط سموها وسالت عيون لم يكن ماؤها صفا وغرّد قمريٌّ أضاع نشيده وردّد بين الناس معزوفةَ الوفا وراق بفضل الله منها مناخُها وأصبح لَدْنا بعد أن كان ناشفا هنا سبّحت لله حمداً نخيلها وأهدتكَ ظلاً يوم أن جئتَ وارفا ووافقتَ فيها الورد وقت قطافهِ فمثلك وردٌ جاء للورد قاطفا ومثلك مسكٌ كلما حلّ بقعةً زكا نفحها أرْجاً وجاد وعرّفا ومثلك غيثٌ ترتجيه أباطحٌ فلما غشاها كان للأرض مسعفا ومثلك وقت الحادثات كبيرقٍ ترّقبه ليلٌ فأضحى مرفرفا ومثلك سيفٌ يُنتضى في ملمةٍ إذا لجّ باغ في الضلال وأسرفا فيا وطني أبشر فعزك خالدٌ ولا زلت بين العالمين مشرّفا ويا وطني تمسي بخيرٍ وغبطةٍ وتصبحُ يا مهوى المحبين نائفا فقد كنتَ لي أمّا رؤما ووالداً وعلمتني قبل التكاليف مصحفا وكنت دوائي إن بدتْ ليَ علةٌ ومشتى جميلاً أبتغيه ومصيفا ويا وطني أبهرت كل مراقبٍ وبالحب من ألفاك أصبح هاتفا ونافحتَ عن حوض الشريعة مخلصاً فأبشر لعل الأجر صار مضاعفا أداركَ سلمانٌ بحنكةِ قائدٍ وَليّاه فيما ترتضيه تحالفا ويا وطني يكفيك فخراً وغبطةً بخدمتك الميمونةِ العهدِ طائفا عكفت على البيت الحرام تصونهُ فليس كثيراً أن نذود ونصرفا