بشرتنا هيئة الأرصاد وحماية البيئة بحالة ماطرة قادمة (ستشمل بحول الله تعالى حاضرة الدماموالجبيل وحفر الباطن) والخليج العربي ابتداءً من الخميس والجمعة. وتباشير الفرح لم تتوقف عند المطر، فيبدو أن المنطقة الشرقية على موعد مع البشائر اذ تتزامن هذه الحالة المطرية مع أول زيارة لوالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لتدشين عدد من مشاريع الخير والنماء في التعليم والصحة والبتروكيماويات، وهي مشاريع إما خدمية وتعنى برفاه المواطن، وإما اقتصادية ترتبط برفاه الوطن ووفرة الوظائف، وإما ترفيهية وسياحية جاذبة، اذ إننا موعودون بافتتاح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، الذي تم تشييده في نفس الموقع الذي تفجر فيه أول ينبوع للنفط في المملكة العربية السعودية، وهو تحفة معمارية تجسد رؤية المملكة في التحول للمجتمع المعرفي، ويضم بين جنباته مكتبة عصرية، ومركزاً للابتكار، وواحة للصغار هي أول متحف من نوعه للطفل في العالم العربي، ومتحف التاريخ الطبيعي، وقاعات للفنون، ناهيك عن برج المعرفة الذي يتوسطه وكأنه سفينة فضائية، أو أنف بارز، أو أبوالهول في نسخة عصرية فريدة. لابد أن نتأمل كثيراً تاريخ المنطقة الشرقية وأهميتها الاقتصادية والحضارية كجزء لا يتجزأ من كيان سعوديتنا. هذه المنطقة التي تمتد 700كم على ساحل الخليج العربي هي أكثر مناطق شرق المملكة انفتاحاً على الآخر، اذ عاصر سكانها العديد من الحضارات كحضارة ما بين النهرين وحضارة حوض نهر السند والإغريق واليونان والفرس وفي التاريخ الحديث تأثرت بثقافات العثمانيين والبرتغاليين، إلى أن دخلها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود في منتصف ليلة الإثنين 25 جمادى الأولى 1331ه (8 مايو 1913م). وزاد هذه المنطقة انفتاحاً على العالم الغربي الحديث أعمال اكتشاف النفط في عام 1925م حينما بدأت شركة ستاندرد أويل أف كاليفورنيا «سوكال آن ذاك وشيفرون حالياً» في حفر بئر الدمام الأولى، التي لم تأت نتائجها محققة للتطلعات ولكن لأن الدلائل كانت تشير إلى وجود الزيت والغاز فقد استمرت الشركة في حفر تسع آبار متتالية إلى أن تحقق الحلم في 3 مارس 1928، حيث أنتجت بئر الدمام رقم 7 كميات كبيرة من البترول بعد حفرها على عمق 1441متراً. لا يمكن لنا ان نغفل مدينة الجبيل وتصدرها العالمي للصناعات البتروكيمياوية ناهيك عن الصناعات المعدنية والتحويلية والغذائية، والأحساء الواحة الضاربة في عمق التاريخ والحاضر بنخلها وعيونها وتضاريسها، وحفرالباطن برمالها الذهبية والعقير برمالها الزرقاء. أقول باسمكم ان كل هذا العمق الضارب بالتاريخ والمعاصر بطاقات شبابه وشاباته يستهل فرحاً كما تستهل السماء مطراً بهذه الزيارة الميمونة لتكون شاهداً على مرحلة رفاه في تاريخ المنطقة الشرقية بدعم أميرها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف وتطلعاته لأن تكون ونكون جزءا ايجابيا في العملية التنموية ومحوراً مهماً في تحقيق رؤية الدولة 2030. * باحثة مهتمة بقضايا الوطن، التعليم، الشباب، واستراتيجيات التغيير