كشفت عملية تحرير الجيش الوطني لمواقع هامة في الجبهة الشرقية عن حجم الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها الميليشيات الانقلابية في المحافظة، سواء عبر تدمير البنية التحتية أو تفجير منازل المواطنين أو تفخيخ الأحياء وزراعة الألغام. وفور إعلان المتحدث باسم التحالف العربي اللواء أحمد عسيري، عصر الإثنين، انتهاء الهدنة وعدم تمديدها، أعلن الجيش الوطني استئناف العمليات العسكرية وبدأ هجوما مباغتا استطاع خلاله السيطرة على أحد معسكرات المخلوع في تعز وهو معسكر الدفاع الجوي الإستراتيجي في الجبهة الغربية الشمالية. نصر عسكري مهم من جهته، قال العقيد عبد الباسط البحر القيادي في المجلس العسكري والجيش الوطني بتعز في تصريح ل«اليوم»: إن موقع معسكر الدفاع الجوي مهم للغاية وفقا للحسابات والتقديرات الاستراتيجية، فهو يقع شمال غرب المدينة، فهو يعزز من مواقع قوات الجيش والمقاومة في الجبهة الغربية والشمالية الغربية معا، ويرفع الروح المعنوية والقتالية لدى قوات الشرعية لمزيد من الانتصارات. وأضاف: إن معسكرا يطل على مواقع الهشمة وشارعي الستين والخمسين (شمالا)، وهي مناطق تمركز الميليشيات، ومنها يتم استهداف المدينة ومواقع المقاومة، ويشرف على بير باشا والحصب (جنوبا)، ومقر قيادة اللواء 35 مدرع سابقا بالمطار القديم (غربا)، ومدينة النور والزنوج (شرقا)، وهي مناطق خاضعة للجيش الوطني والمقاومة مما يساعد في الحد من الهجمات على المدينة وتأمينها وحماية المدنيين، وسهولة التحرك العسكري والهجومي منها لاسقاط بقية مواقع الحوثيين وتأمين مواقع الجيش الوطني في الجبهتين الغربية والشمالية الغربية، وقطع الإمدادات عن الحوثيين. وأوضح البحر، أن المعسكر بناه خبراء عسكريون روس، ويتكون من مركز قيادة ومخازن وتحصينات شديدة، ومخابئ وخنادق خرسانية وملاجئ بعضها تحت الأرض. وواصل القيادي بالمجلس العسكري حديثه قائلا: هناك حالة من الضعف والانهزامية والتقهقر تعاني منها قوات العدو، مشيرا إلى أنه برغم التحصينات والحواجز الصناعية ممثلة بالألغام والعبوات الناسفة والملاجئ والخنادق الخرسانية الصلبة، والحواجز الطبيعية، إلا أنهم لم يستطيعوا الصمود، مما يؤكد ان التحالف والجيش الوطني قد اضعف قدراتهم العسكرية كثيرا ودمر الكثير من آلياتهم الثقيلة.. ودعا العقيد البحر القيادة السياسية والعسكرية الشرعية والتحالف العربي لدعم الشرعية وفي المقدمة المملكة العربية السعودية إلى مزيد من الدعم والإسناد للجيش الوطني بتعز ماديا وعسكريا وتسليحا وتدريبا وإمدادا وتغطية جوية، وتنسيق التعاون للإسراع بالحسم وإنجاز المهام القتالية على الأرض واستكمال التحرير وتأمين المناطق المحررة. تعز منطقة استراتيجية ويعتبر المخلوع صالح محافظة تعز إحدى أهم المناطق التي يمثل وجود قواته العسكري بها، ورقة مهمة في بورصة العملية السياسية والعسكرية خصوصا بعد خسارة الانقلابيين للجنوب بكل محافظاته ومناطقه. وخلال الأيام الماضية عزز المخلوع وحداته في جبهات المحافظة بأعداد إضافية من المقاتلين من اللواء الثالث حرس رئاسي في صنعاء، واللواء 55 حرس جمهوري في منطقة يريم الواقعة بين إب وذمار، والتي تعد المخزن البشري لقواته وتحديدا الحرس الجمهوري. وجاءت تعزيزات المخلوع إلى تعز بعد أن خسر طرفي الانقلاب مواقع مهمة ومساحات كبيره شرق المدينة وخارج مركزها في جبهات الصلو والاحكوم حيث يخشى خسارة مواقع إضافية فيها. وفي حين اشترط التحالف إيصال المساعدات الإنسانية إلى محافظة تعز كبند رئيسي في محاور هدنة ال48 ساعة، الا ان الميليشيا تعمدت ايضا تعطيل هذا البند كما فعلت في اتفاق وقف العمليات القتالية، حيث احتجزت قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع 18 قاطرة اغاثة مخصصة للمحافظة، من برنامج الإغاثة العالمي في مداخل مدينة إب بعد مرور 20 ساعة من الهدنة ومقابل هذا التعمد لخرق الهدنة، أعلن اللواء عسيري: إن التحالف سيقدم كل الدعم الذي يتطلبه الموقف في تعز إضافة إلى دعمه الحكومة الشرعية في برامجها المخصصة للمحافظة. الدمار في كل مكان بالمدينة ميدانياً، واصل الجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة الشعبية تقدمه الميداني في الجبهة الشرقية وجبهات الصلو والاحكوم، حيث شدد الجيش الوطني حصاره على معسكر التشريفات الذي تتواجد فيه قوة كبيرة من الحرس الجمهوري على مشارف القصر الواقع ضمن خمسة مواقع عسكرية يستميت الانقلابيون في التمسك بها، وهي معسكر القوات الخاصة ومعسكر التشريفات والقصر الجمهوري وتبة السلال وتبة سوفتيل. وبالتزامن مع هجوم الميليشيات على جبل هان الاستراتيجي وانكسارهم، شن الجيش الوطني هجوما آخر في ذات الوقت على مواقع الانقلابيين غربا في جبل الوحش الاستراتيجي والسيطرة عليه وتأمين المناطق التي يطل عليها الجبل. وجاء تصعيد الانقلابيين عبر تكثيف القصف العشوائي على الأحياء السكنية في مدينة تعز ومنع قوافل الإغاثة الإنسانية من الدخول إلى المحافظة وإغلاق الطرق التي تربط تعز ببقية المحافظات إضافة إلى وصول تعزيزات من صنعاء وذمار من قوات الحرس الجمهوري إلى جبهات القتال في عاصمة المحافظة وريفها. وحاول الانقلابيون، مساء، تحقيق نصر يعوض خساراتهم في الجبهة الشرقية والشمالية فشنت هجوما كبيرا مصحوبا بغطاء مدفعي وصاروخي مكثف على جبل هان المطل على خط تعز عدن عبر منطقة الضباب، واستمر الهجوم الذي تصدى له الجيش الوطني والمقاومة حتى ساعات الفجر وانتهى بدحرهم بمساندة صقور التحالف العربي عبر استهداف دبابة في الربيعي كانت توفر غطاء ناريا لهجوم الميليشيات. «انصاف» ترصد الانتهاكات أدانت منظمة انصاف للحقوق والتنمية الأعمال الإجرامية، المتمثلة بالقصف العشوائي للأحياء السكنية وتفخيخ المنازل، وزرع الألغام في الشوارع والأزقة والبيوت، والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين. وقالت المنظمة في بيان تحصلت عليه «اليوم»: إن الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي وصالح تعتبر جريمة جسيمة يحاسب عليها القانون الدولي وترقى لجريمة ضد الإنسانية حسب تصنيف القانون الدولى والمعاهدات الدولية واستنكرت «انصاف» القصف العشوائي الذي تعرضت له الأحياء السكنية بالجهة الشرقية من مدينة تعز واستهدافها من كل الجهات الجمعة 19/11/2016م بقصف راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى من الأبرياء. وقالت المنظمة: إنها إذ تدين مثل هذه الأعمال المحرمة دوليا، «فإنها تطالب الانقلابيين» الكف عن استهداف المدنيين الأبرياء وأحيائهم السكنية والتوقف الفوري عن ممارسة تلك الانتهاكات الجسيمة بحق الأبرياء، واحترام العهود والمواثيق الإنسانية. تعز.. الجزء الشرقي من المدينة وناشدت «انصاف» المجتمع الدولي القيام بواجبه الإنساني والأخلاقي تجاه مثل هذه الانتهاكات المتكررة والضغط بشتى الوسائل على الجماعة الانقلابية لإنهاء القصف المتكرر على الأحياء السكنية وتلغيم الطرقات وتفخيخ البيوت. كما أدانت المنظمة الجرائم البشعة التي ترتكبها المليشيات الانقلابية تجاه الإعلاميين بتعز، بداية باستهداف الإعلامي الشهيد محمد اليمني وانتهاء بما حصل مساء الجمعة الماضية، باستهداف للإعلامي الشهيد أواب طارق الزبيري، الذي استشهد خلال قيام الميليشيات بتفجير بناية كان الشهيد بجوارها في مهمة توثيق لانتهاكات الانقلابيين. وقالت المنظمة: إن هذه العملية تمثل جريمة حرب ترتكبها المليشيات الانقلابية الغرض منها تغطية جرائمها عبر محو آثار تلك الجرائم التي يقوم الإعلاميون بتوثيقها وفضحها، وكشفها للرأي العام. وناشدت «انصاف» المجتمع الدولي القيام بواجبه إزاء تلك الانتهاكات وإدانتها، ومحاكمة مرتكبيها.