لست ضد عمل السعوديات في القطاع الخاص بالمولات أو غيره وفق الضوابط الشرعية أبدا فهن والرجل أحق بالوطن من الوافدين والوافدات الذين يقدر عددهم الرسمي الاخير بقرابة اثني عشر مليونا، ولكن المعيب أن ترى جامعة وكلية وقسما نصف أعضائها من الوافدين والوافدات ومنذ سنوات طويلة وفي أماكن متعددة. ومستشفى ليس ببعيد عنا الجمهرة من الوافدين فيه واذا جاءهم السعودي أو السعودية قعدوا يفصفصونه ويمرمطونه ويحيلونه للوائح والنظام ما يسمح وما فيه وظائف ومع غيرهم من غير السعوديين ممن يهبطون من سماء المدير أو النائب ليخترقوا اللوائح ما أحد يتكلم طامعين في منصب تراهم صما بكما لا ينطقون والدليل أين خريجات وخريجو الجامعات عن مستشفياتهم؟ لماذا لا يتعين كل الطلبة والطالبات؟ هل هو قصور في مخرجاتهم أم عدم كفاءة وقدرة على التعلم والتطور؟ وخذ لك جولة على تخصصات الصيدلة والتمريض والمختبرات والاشعة بشكل كامل وفي تخصصي الدمام الحال مشابه وكم من المرات نقلنا معاناة الناس في الصحف، ولكن وزارتي التعليم والصحة عاجبهما رأيهما ورؤيتهما وأفكارهما. والدولة– حفظها الله وسددها– قرأنا أنها ستوظف أكثر من خمسة آلاف معلمة جامعية وكل عام توظف معلمين بحسب الحاجة وكما قلنا بدأت الجهات المختصة سعودة قطاع الصيدليات على مراحل.. طيب.. وماذا عن التعليم الاهلي؟ لماذا المدرسون والمدرسات الوافدات أكثر من السعوديين والسعوديات؟ هل هو قصور فيهم أو ما لهم عيون وأرجل؟.. «لا قولوا عيالنا طرمان فهمونا!» يا من يملك القرار إن البقاء على سعوديين وسعوديات مؤهلات وجامعيات دون وظيفة في قطاعي التعليم والصحة الحكومي والخاص الى هذا الوقت أمر لا ينبغي التغاضي عنه بأي حال من الاحوال وهو ملف أعتبره أولوية وطنية أيا كانت المبررات والمسوغات التي لربما يسوغها المعارضون فهي لا تتوازى مع جهد الدولة في تعليمهم وتدريبهم ثم تلفظهم جهات حكومية وخاصة وهنا يجب المحاسبة الجادة. ان وصول عدد الوافدين والوافدات العاملين والزائرين وعوائلهم الى ما يقرب من اثني عشر مليونا ويزيدون تباعا بما يقارب ثلث السعوديين أمر مفزع وليس بخاف ما يقوم به البعض من عمليات متاجرة بالمخدرات وتهريبها وصناعة الخمور والتسول والانضمام لخلايا ارهابية كمحاوله تفجير ملعب الجوهرة وهم من الوافدين بجنسيات مختلفة، فتخيلوا لا سمح الله- لو نجحت المحاولة كيف هي النتيجة؟ انني لست ضد أن يتكسب أحد في الوطن ما دمنا بحاجة ماسة له نظرا لخبرته التي لا تتوافر في مواطنة أو مواطن واعتبار وجوده في القطاعين العام والخاص مؤقتا، ويجب على الجهازين العمل على توفير سعودية أو سعودي خلال تلك الفترة ولكن أن يترك الحبل على الغارب لمدير الجامعة أو المستشفى ورجل الاعمال والمستثمر أن يفعلوا ما يريدونه فالأمر يحتاج الى وقفة. وقبل الختام ان وقوف المواطنة والمواطن الحقيقي في ضرورة التبليغ عن اختباء الارهابيين أمر فيه مصلحة للمجتمع كله وان تعاطف البعض سيكون وبالا وسوء تقدير وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ان عاجلا أو آجلا. وفي الختام اللهم هب لخادم الحرمين الشريفين الصحة والعافية والسداد وانصر وطننا وجندنا واحفظهم على الثغور وفي الحراسات وفي كل مكان واكتب لهم الاجر والمثوبة واجعل ما قدموه من تضحيات في أجسادهم وأوقاتهم وأهليهم رفعة في درجاتهم وتمكينا في الدارين آمين. * أكاديمي وكاتب