أصدر ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز وسط اليمن، تقريراً جديداً عن الأوضاع الإنسانية في المحافظة لشهر أكتوبر الماضي، تضمن إجمالي الخسائر البشرية والمادية التي تم رصدها جراء الأحداث في المحافظة، والوضع الصحي والتعليمي القائم، والاحتياجات الإنسانية الإغاثية للمواطنين فيها، مشيرا إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية؛ هو الجهة الاكثر تقديما للإغاثة والعون للمحافظة في كل المجالات، بجانب ذلك كشف الائتلاف عن مقتل 17 طفلا وإصابة 86 بجراح، جراء القصف العشوائي للميليشيات الانقلابية وقوات المخلوع للمدينة، إضافة لمقتل 3 نساء، وإصابة 46 امرأة، أغلب إصاباتهن خطيرة. وتصدر الرجال الرقم الأعلى من بين أعداد الضحايا، حيث بلغ عدد القتلى 36، كما جرح 301 آخرون، في حين تصدر الأطفال الفئة الثانية في أعداد الضحايا، حيث وصل عدد ضحاياهم إلى 17 قتيل، و86 جريح، بينما قتلت 3 نساء، وأصيبت 46 امرأة أخرى، أغلب تلك الإصابات كانت خطرة. نزوح ومدينة بلا إغاثة بين الائتلاف في تقريره بأن 480 أسرة تعرضت للنزوح والتهجير القسري من منازلها بالقوة خلال المواجهات المسلحة في مديريتي حيفان والصلو، وتلجأ الأسر النازحة المُهجرة من مناطق المواجهات إلى المدارس أو إلى أسر مضيفة. وقال: «إن 47 منزلاً ومنشأة ومحلا تجاريا ومدارس ومساجد ومباني حكومية وخدمات عامة تضررت بفعل الحرب؛ في مديريات الصلو، حيفان، ومديريات المدينة». الائتلاف حذر من كارثة إنسانية، قد تؤدي إلى مجاعة في المحافظة قد يسببها عدم إرسال المساعدات الإغاثية للمدينة التي تحتاج للتدخل لإنقاذ حياة المواطنين، ودعمها بكل ما يلزمها من ضروريات الحياة، خاصة مع انقطاع المرتبات الشهرية لموظفي الدولة، غالبية هؤلاء الموظفين لا يمتلكون مصادر دخل سوى مرتباتهم. الوضع الإنساني يزداد سوءا من منطقة إلى أخرى، وارتفعت حدته في 15 من مديرياتها، والتي لازالت تشهد مواجهات مسلحة حتى اللحظة، ويعيش فيها آلاف المتضررين والنازحين والمنكوبين، مما جعل الائتلاف يطلق مجددا مناشدته للمنظمات الإنسانية والجهات المختصة لدعم المحافظة وسرعة إيصال المساعدات اللازمة إليها. كما تضررت وأحرقت 3 مساجد، و11 من المباني الحكومية، واستهدف 3 مرافق خدمية وصحية وتعليمية بالقصف المباشر. وأشار في تقريره إلى أن خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال منعدمة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية، وعدم وصول المنظمات الإغاثية والمانحة إلى تعز منذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف أغسطس الماضي. وكانت الحكومة اليمنية كانت قد أعلنت تعز مدينة منكوبة جراء الحرب والحصار، كما أعلنتها منظمات دولية في تقرير حديث لها صدر 10 أغسطس 2016 أنها الأكثر تضررا من حيث عدد القتلى والجرحى والنازحين، وصنفتها منظمة الصحة العالمية نهاية أكتوبر الماضي، المحافظة الأولى إصابة ب«وباء» الكوليرا. دعم مركز الملك سلمان اجمالي تكلفة الاحتياج الشهري لتلبية متطلبات المحافظة في مجال الصحة والبيئة تصل إلى أكثر من 82 مليون دولار، كما أوضح الائتلاف، وحدد حوجة الأسر المتضررة والقاطنة في مديريات محافظة تعز إلى 500 ألف سلة غذائية شهرياً، بما يحقق استقرارا في العيش. وفي مجال الايواء، تقتضي الحاجة لتوفير 25 مركزا، لإنهاء معاناة (16.500) مواطن، و(29.858) عائلة نازحة ومستضيفة، ونبه الائتلاف إلى أن 2 مليون يمني يفتقدون تأمين مياه الشرب والاستخدام العادل، بحسب معايير «أسفير العالمية». وقال التقرير: «إن المحافظة بحاجة إلى توفير (685.800) لتر من الديزل شهرياً، بالإضافة إلى توفير (174.600) لتر من البترول شهرياً. نهاية اكتوبر الماضي استكمل ائتلاف الإغاثة الإنسانية - تعز، تنفيذ مشروع الدعم العاجل لمستشفيات المدينة، بدعم وتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وإشراف اللجنة الطبية العليا بالمحافظة. وتسلمت مستشفيات «اليمني السويدي، الحكمة، الدقاف، مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية، 7 مراكز صحية في مديريات مختلفة من المحافظة»، أدوية ومستلزمات طبية خاصة بالعمليات الجراحية، بالإضافة إلى محاليل ومضادات حيوية وأدوية خاصة بعلاج الفطريات والطفيليات. وأوضح مختص الإدارة الطبية في ائتلاف الإغاثة الإنسانية، الدكتور عماد المجاهد، أن هذا التوزيع يأتي في ختام استكمال الائتلاف لتنفيذ مشروع الدعم العاجل لمستشفيات مدينة تعز والذي كان يهدف إلى توزيع 12 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية ل12 من مستشفيات المدينة بالإضافة إلى 7 مراكز صحية في مديريات مختلفة من المحافظة. معبرا في الوقت ذاته عن شكره لمركز الملك سلمان للإغاثة، ومنظمة الصحة العالمية، واللجنة الطبية العليا؛ على الجهود الإغاثية المستمرة في تزويد مستشفيات تعز بالأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية.