كشفت مصادر مطلعة بوزارة الصحة عن ترتيبات لمنع وفادة مرض الكوليرا، إلى المملكة بعد حالة التفشي الأخيرة في اليمن والتي سجلت نحو «644» إصابة. وأفصح مصدر في وزارة الصحة عن أن الوزارة تتابع كافة الأمراض المعدية وغير المعدية، على المستوى الإقليمي، وفي دول الجوار بشكل خاص، ومستمر، وتقوم بتفعيل إجراءاتها وفق خطة معدة مسبقا لمثل هذه الحالات، ومن ذلك الإجراءات والتدابير الاحترازية التي تم تنفيذها في مناطق الحد الجنوبي للمملكة. ولفت إلى أن الوزارة تعمل جنباً إلى جنب في هذا الإطار، وتتعاون مع منظمة الصحة العالمية والتي أوصت بتعزيز التأهب والاستجابة السريعة لأية فاشية في حالة انتشار الكوليرا عبر الحدود، والحدّ من عواقبها، وتعزيز الترصّد للتوصل إلى تحسين البيانات اللازمة لتقدير مخاطر الفاشيات والكشف المبكر عنها، بما في ذلك إنشاء نظام للترصد الفعّال. وأبان المصدر أن المملكة لم تسجل خلال العام الماضي أية إصابات بالكوليرا. وشدد على أن المملكة منعت الوافدين من الدول الموبوءة بالكوليرا من إدخال الأطعمة والمشروبات من أجل الإبقاء على هذا المرض بعيداً عن المملكة. وأفاد بأن منظمة الصحة العالمية ركزت في تدابير المكافحة التي يوصى باتباعها عموماً مثل مياه الشرب المحسنة، والإصحاح المناسب، والتثقيف الصحي، ويلزم أن يرفق ذلك بتعزيز الترصد والإنذار المبكر. وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها رصدت 644 حالة يشتبه في إصابتها بمرض الكوليرا في اليمن، أمام 31 حالة مؤكدة مختبريًا؛ بينها 3 وفيات في صنعاء وعدن، وقالت المنظمة في حسابها الرسمي على موقع «تويتر»: إنها تدعم وزارة الصحة في اليمن لمنع انتشار الكوليرا بتعزيز الترصد، وتحسين التدبير العلاجي للحالات، وتوعية المجتمع. وذكرت المنظمة أن ثلثي سكان اليمن لا يحصلون على المياه النظيفة ويعانون نقص خدمات الإصحاح، مما يفاقم خطر الإصابة بمرض الكوليرا. وأضافت: إنها دعمت أيضا مراكز التغذية العلاجية في اليمن لإنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، محذرة من أن أمراض الإسهال المائي الحاد متوطنة في اليمن، وهي ثاني أكثر أسباب الوفاة شيوعًا، خصوصا بين الأطفال الرضع وتلاميذ المدارس. والكوليرا وفقاً لمنظمة الصحة العالمية هي عدوى معوية حادة تنجم عن ابتلاع بكتريا الكوليرا المنقولة بالمياه أو الأطعمة الملوثة بالبراز. وترتبط عدوى الكوليرا في المقام الأول بقلة توافر المياه المأمونة والإصحاح الجيد، وقد يتفاقم أثرها في المناطق التي تعاني من تعطل أو خراب البنى التحتية البيئية الأساسية القائمة فيها. ويشتد التعرض لفاشيات الكوليرا في البلدان التي تمر بحالات طارئة صعبة. وقد لا تظهر أعراض المرض لدى 75% من المصابين بعدوى الكوليرا، مع ذلك فإن العوامل الممرضة تبقى موجودة في براز هؤلاء الأفراد لفترة تمتد بين 7 أيام و 14 يوماً، حيث تعاود ظهورها في البيئة مع احتمال تسببها في عدوى عدد آخر من الأفراد.