يستمر الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصرالله في معركته الفعلية والقولية دفاعاً عن نظام بشار الأسد وعن تنفيذ أوامر ولي الفقيه والعمل ضمن توجيهات الحرس الثوري الإيراني، وغرق نصرالله في الدماء السورية واليمنية والعراقية يزداد يوماً بعد يوم ولم يجد أفضل من ليالي عاشوراء ليبرر أسباب قتل الآلاف من مجاهديه عبر تجييش أبناء الطائفة الشيعية ونشر الفتن وإثارة النعرات الطائفية لإعادة شدّ عصبهم؛ بعدما باتوا يتساءلون: «ما مصلحتنا» في حرب سوريا واليمن والعراق؟«وماذا جنينا منها سوى الموت والدمار؟». في وقت، أفادت مصادر أمنية لوسائل صحافية: إنه منذ دخول ميليشيا «حزب الله» في حرب سوريا لقي نحو 1500 من عناصره حتفهم، منهم نحو 350 قتيلا هذا العام، وتطبع صور القتلى على ملصقات تعلق في القرى في جميع أنحاء لبنان، بحسب الصحيفة. أما خطاب الولاء للمرشد الإيراني علي الخامنئي والهجوم على المملكة العربية السعودية والتمييز ما بين القتال في سوريا واليمن وضعه المحللون السياسيون في تصريحات ل«اليوم» في إطار «توجيه خدمة لإيران التي تخوض معركة ضد العرب والعروبة وتحديداً ضد السعودية»، مشددين على ان«كلامه على الحرب في اليمن بهذه الطريقة ما هو إلا نقل من مكان إلى آخر». باختصار، خطاب نصرالله ما هو إلا خطاب إيراني لا يحمل إلا العداء لكل العرب باستنثاء من قالوا «لبيك يا خامنئي» و«يحيّا الأسد». التهجم على المملكة خدمة لإيران الكاتب والمحلل السياسي اللبناني راشد فايد، شدد في تصريح ل«اليوم» على أنه «من الصعب التصديق أن هناك من يراهن على عروبة أو حس عربي لدى حسن نصرالله، فهو أعلن أنه يعمل بتوجيهات طهران وبأموالها لأهداف إيران، وبالتالي إيران تخوض معركة ضد العرب والعروبة وتحديداً ضد المملكة العربية السعودية وهي معركة شرسة، وهو يرسل مقاتلين من ميليشياته إلى سورياوالعراق واليمن بما يتنافى وموقف الحكومة اللبنانية والموقف الوطني الشعبي اللبناني، لذا يجب ألا نندهش مما يقوم به وما يقوله من تصريحات وأحاديث وما ينصب له من مهمة لا يقبلها اللبنانيون». وأكد أن «التهجم على المملكة خدمة لإيران من جهة، ومن أجل تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية مجدداً من جهة أخرى، لأنه أحس بأن ما يقوم به الرئيس سعد الحريري من جهد وحوارات داخلية وخارجية قد تفضي إلى الوصول إلى اتفاق على انتخاب ميشال عون، وهذا يحرج«حزب الله»ويبيّن أنه يكذب في إعلان دعمه لميشال عون«. وقال فايد: لذلك، فإن الحل عند حسن نصرالله المزيد من التهجم على المملكة العربية السعودية، بحيث تستمر المملكة في موقفها غير المؤيد لانتخاب عون، وبالتالي يحرج سعد الحريري ويضعه في تناقض مع أهدافه السياسية؛ فيمتنع عن تأييد عون وتصبح النغمة الرائجة أن الحريري منع عون من الوصول إلى الرئاسة، بينما الحقيقية أن الاشتباكات التي يفرضها حسن نصرالله مع العالم العربي والاعتدال العربي الذي تمثله السعودية لخدمة إيران في استمرار تعطيل رئاسة الجمهورية من جهة، وفي إبقاء لبنان معلقاً على مصير الأزمة السورية وربما العراقية وحتى اليمنية من جهة أخرى». نقل الأزمة من مكان إلى آخر واعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني يوسف دياب في تصريح ل«اليوم» أن «التصعيد المعهود لنصرالله هو هروب للأمام، ونقل الأزمة من مكان إلى آخر»، موضحاً أن«نصرالله يعلم أن روسيا كثاني قطب في العالم باتت اليوم محرجة ومحشورة أمام المجتمع الدولي حيال المجازر الفظيعة التي ترتكب في سوريا». وأشار إلى أن «تبعات المجازر التي ارتكبت في حلب والتدمير الذي حصل في حلب يتحمل «حزب الله» وإيران الجزء الأكبر منه»، لافتاً إلى أن«كل الخبراء والقادة العسكريين في المعارضة الموجودن على الأرض يقولون: إنه لا يوجد نظام ولا جيش للنظام يقاتل على الأرض، ومن يقاتل هو «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية القادمة من العراق وأفغانستان وغيرها». وشرح دياب قائلاً: «إن نصرالله يريد تغييب المشكلة الحقيقية والموجودة في سوريا والتي استنهضت كل الرأي بالعالم الدولي، وباتت تضج في أروقة الأممالمتحدة لكي ينقلها إلى اليمن ويضيف على المجزرة التي حصلت في مجلس العزاء في اليمن، بالطبع هي جريمة كبيرة ولكن نصرالله يرفض إنتظار نتائج التحقيق؛ في الوقت الذي طالبت فيه السعودية تحقيقا محايدا وطلبت من الأممالمتحدة أن تكون جزءا من التحقيق الذي يحصل في اليمن، وهذا يؤكد أن نصرالله يهرب نحو الأمام وليس لديه خيارات أخرى، والمملكة العربية السعودية هي رقم صعب جداً وقدير وخطير في المنطقة إزاء التغيرات العسكرية التي تحققها سواء في اليمن ولناحية إبعاد الخطر الإيراني عن باب المندب والمياه الإقليمية العربية في البحر المتوسط والأحمر ولهذا أعتقد أن هذه هي المشكلة التي أرادها نصرالله وهي نقل الأزمة من مكان إلى آخر، ولهذا اتجه نحو تصعيد كبير وخطير في وجه المملكة وهو لن يغيّر شيئا، لأن العالم أجمع يعلم أن أساس الأزمة أين». اضاف:«فأزمة اليمن سببها التدخل الإيراني غير المبرر وكان له نتائج كارثية في اليمن، والأزمة في سوريا تعود إلى التدخل الإيراني والمليشيات والتي يرتكب من خلال مشكلات عدة، ودور العرب والسعودية هو ردة فعل على فعل وليس افتعال فعل». ورأى الكاتب اللبناني أن «إثارة الفتن في خطاب نصرالله هي من أدوات تجييش القاعدة الشعبية، لأنه إذا لاحظنا تحدثوا في المجالس العاشورائية بكلام جداً مخيف؛ عندما يقولون: إن معركتنا اليوم هي مع أتباع يزيد (بن معاوية بن أبي سفيان) وأتباع الحسين (بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي)، يقاتلون أتباع معاوية فهو نقل المشكلة نحو صراع مذهبي بغيض، وهو يحاول استنهاض جمهوره من خلال هذه الناحية لهذا اعتبر أن ليس لديهم خيارات سوى اللجوء نحو هكذا خطاب لاستنهاض شعبيتهم التي باتت تسأل بعد التورط في سوريا لم نحقق شيئاً، وفي اليمن ولم نحقق شيئاً، وأما في العراق فقد بدأت تظهر الأدوار لدول إقليمية وتنظيمات مؤثرة على الساحة، فهناك كثر يسألون: ماذا حقق «حزب الله»؟.