يوم بعد غد الثلاثاء لنا موعد جديد مع ملحمة كروية جديدة، بعد الملحمة التي سطرناها يوم الخميس الماضي أمام استراليا. موعدنا اليوم مع المنتخب الإماراتي القوي جدا بجيله الجديد. ولا يمكن المزايدة بأي حال من الأحوال على علاقة الشعبين الشقيقين السعودي والإماراتي من خلال العلاقات التاريخية والأزلية التي تربط بينهما. نعم نحن والأشقاء الإماراتيون شعب واحد ودولة واحدة. ولكن المنافسة داخل الملعب مطلوبة والفوز والنقاط الثلاث مهمة جدا. ومن خلال المباراة التي ستجمعنا يوم بعد غد بالمنتخب الإماراتي والتي تعتبر الحد الفاصل والمنعطف الخطير جدا للفريقين في مسيرة التصفيات المونديالية. المباراة ستكون صعبة جدا على الطرفين لذلك سيكون الصراع محتدما للغاية داخل أرض الملعب. فالفوز والظفر بالنقاط الثلاث منتهى طموح المنتخبين. حيث الأخضر يسعى لترسيخ وتأكيد صدارته للمجموعة وخلق فارق النقاط الأربع عن الفريق المنافس. وفي المقابل، الأبيض الإماراتي يسعى لعرقلة المتصدر والقفز على الصدارة والانقضاض عليها. وكلا المنتخبين السعودي والإماراتي يمتلكان مفاتيح مهمة وأسلحة فتاكة، إذا ما أحسن استخدامها فإنها ستفتح طريق الفوز لأي منهما. على مستوى العناصر، يمتلك المنتخب السعودي مجموعة من اللاعبين الأفذاذ منهم مجموعة كبيرة دخلت العقد الثلاثيني. وهذ يعني أن تلك العناصر ربما لن تشارك في مثل تلك التصفيات مستقبلا. وهي الفرصة الأخيرة لها لتحقيق حلم اللعب في المونديال، وإن تم التفريط في تلك الفرصة فإن صفحات رحلتهم الكروية ستخلو من إنجاز اللعب في كأس العالم. لذلك على مجموعة لاعبي الخبرة في المنتخب السعودي مسؤولية كبيرة جدا في قيادة الأخضر والعبور به للنهائيات. أما الدماء الشابة في صفوف الأخضر فهي فرصة لهم للتواجد في المونديال وتكرار التجربة مستقبلا. وفي المقابل، المنتخب الإماراتي يمتلك جيلا قد لا يتكرر في المستقبل القريب. وفرصة التأهل للمونديال قد تكون صعبة إن لم تكن شبه مستحيلة وهذا ما حدث للمنتخب البحريني بجيله السابق. وربما تكون فرصة الأخضر السعودي للخروج بنتيجة إيجابية أرجح لعاملي الأرض والجماهير. والجماهير التي أتحدث عنها يجب أن تكون بالعدد والفاعلية، فالعدد يجب أن تغص مقاعد «الجوهرة المشعة» بالجماهير، كما حدث في المباراة الماضية أمام استراليا، أما من حيث الفاعلية فلا بد أن يرعب هديرها لاعبي المنتخب الإماراتي كما حدث ضد الاستراليين. وإذا ما عرجنا على الخطة الفنية التي سيلعب بها الأخضر فبكل تأكيد ستختلف عن طريقة اللعب في المباراة الماضية التي قابل فيها الأخضر فريقا يعتمد على التكوين الجسماني للاعبيه. حيث يحتاج المنتخب الإماراتي لأسلوب المراقبة الفردية وخاصة مع صانع اللعب عمر عبدالرحمن والهداف على مبخوت والأطراف أحمد خليل واسماعيل الحمادي. والمراقبة يجب أن تكون في الشق الدفاعي؛ حتى لا نفقد الفاعلية الهجومية، وهو السلاح الفتاك الذي -بحول الله- يرجح كفتنا إن استثمرناه بالشكل الفاعل. وأخيرا، يبقى السلاح الأكثر فاعلية، وهو سلاح القتالية والروح العالية، وهذا ما رجح كفتنا أمام الاستراليين رغم تجلي هذا السلاح في فترات متفاوتة، ونريده في مواجهة الإمارات منذ البداية وحتى النهاية. قبل الوداع.. مباراة المنتخب السعودي أمام نظيره الاسترالي الماضية أعادت جزءا كبيرا من هيبة الأخضر على المستوى الآسيوي، ومنذ فترة بعيدة جدا لم نشاهد الأخضر بهذه النشوة وهذه الروح والإصرار العجيب، وقد أعطانا الأخضر في اللقاء الماضي أملا جديدا لاعتلاء عرش الكرة الآسيوية من جديد. خاطرة الوداع.. تكفون يا صقورنا الخضر نقاط الإمارات لا تروح.