أسست الأممالمتحدة في 24 أكتوبر1945، وقد أنشأتها 51 دولة أعلنت التزامها بحفظ السلام عن طريق التعاون الدولي والأمن الجماعي، وكان للمملكة العربية السعودية شرف العضو المؤسس في المنظمة الأممية، وذلك بمشاركتها بوفد ترأسه جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - عندما كان وزيرا للخارجية، في مؤتمر سان فرانسيسكو الذي تم خلاله إقرار ميثاق منظمة الأممالمتحدة. وعقد أول اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في لندن يوم العاشر من يناير 1946م بحضور ممثلي إحدى وخمسين دولة كما اجتمع مجلس الأمن لأول مرة في لندن يوم السابع عشر من يناير 1946م. المملكة تدعم المنظمة الأممية ووكالاتها بصفتها من الدول الموقعة على ميثاق سان فرانسيسكو الذي أنشئت بموجبه المنظمة، تعتز المملكة بالتزامها الدائم بالمبادئ والأسس التي تضمنها الميثاق وبسعيها الدؤوب نحو وضع تلك المبادئ والأسس موضع التطبيق العملي، وهو مايحمله حرصها التام على العمل على دعم المنظمة الأممية ووكالاتها المتخصصة لما تشكله من إطار للتعاون بين الأمم والشعوب ومنبرا مهما للتخاطب والتفاهم ووسيلة فاعلة لفض المنازعات وعلاج الأزمات.. كما أكدت المملكة على حقيقة أساسية مفادها أن مقدرة هذه المنظمة على القيام بجميع هذه الأدوار وكل تلك الأعباء تظل مرتبطة بمدى توفر الإرادة السياسية لوضع مبادئها وما تضمنه ميثاقها موضع التنفيذ الفعلي والعملي. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال في قمة الألفية التي نظمتها هيئة الأممالمتحدة بمقرها في نيويورك عام 2000م (حين كان وليا للعهد آنذاك) «إن بلادي تعتز بأنها إحدى الدول المؤسسة لهذا الصرح الكبير الأممالمتحدة وتفخر بأنها كانت ولازالت عضوا نشطا وفعالاً تجاه أعمالها ومهامها وتؤكد اعتقادها الراسخ أن الأممالمتحدة تبقى أمل البشرية الأكبر بعد الله جل جلاله في تحقيق تجنب الأجيال القادمة ويلات الحرب رغم ما قد يشوب آليات العمل من شوائب أو يعترضها من عقبات أو صعاب». وامتدادًا لدور المملكة المهم في المحافل الدولية شارك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رحمه الله في أعمال القمة العالمية التي استضافتها المنظمة الدولية عام 2005م بمناسبة مرور ستين عاما على إنشائها وذلك في مقر الأممالمتحدةبنيويورك. وعقدت المملكة مؤتمرا دوليا لمكافحة الإرهاب في فبراير 2005 م حضره خبراء ومختصون من أكثر من 60 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، وذلك إيمانا منها بأن تعزيز وتفعيل التعاون بين الدول الأعضاء في الأممالمتحدة من جهة والمنظمات الدولية والوكالات الإقليمية من جهة أخرى لمواجهة ظاهرة الإرهاب سيسهم في التصدي للإرهابيين ومخططاتهم التي لا يمكن تبريرها أو ربطها بعرق أو دين أو ثقافة بل إنها تتعارض مع تعاليم الديانات السماوية. وتقدمت السعودية إلى الأمين العام للأمم المتحدة وحكومات الدول المشاركة في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في مدينة الرياض بمقترح استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 61 للعام 2006م،بتبني إعلان الرياض الصادر عن المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب والمقترح المقدم من خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وبالفعل وفي شهر سبتمبر من عام 2011م تم تدشين مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب ورحبت المملكة بذلك وأعلنت مساهمتها بمبلغ عشرة ملايين دولار لتغطية ميزانيته لثلاث سنوات وأكدت مساندتها لجميع الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب. المملكة تؤسس لحوار الأديان واتسمت سياسة المملكة بالشمولية في التعامل مع الفكر الضال المؤدي إليه، وقطع كل سبل التمويل عنه، واستجابة لدعوة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى عقد اجتماع عالي المستوى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المعتبرة عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر المنظمة بنيويورك في نوفمبر 2008م اجتماعا على مستوى الزعماء وممثلي الحكومات لمختلف دول العالم للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المعتبرة. وشهد الثالث عشر من أكتوبر 2011 اتفاقية إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بتوقيع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في العاصمة النمساوية فيينا، مع نائب المستشار ووزير الشؤون الأوروبية والدولية للنمسا ميخائيل شبيندلغر، ومعالي وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خمينيس غارسيا. كما دعت المملكة إلى حماية حقوق الإنسان وسيادة القانون ونشر ثقافة السلام ومبادرات الحوار فيما بين الثقافات والشعوب وعدت هذه عناصر أساسية في أي استراتيجية فاعلة لمكافحة الإرهاب والتطرف وأكدت أن احترام قرارات الشرعية الدولية ومبادئها هو السبيل الوحيد لحل النزاعات الدولية المزمنة والقضاء على بؤر التوتر مما يحرم الإرهابيين من استغلال مشاعر اليأس والإحباط الموجودة بسبب التعرض للظلم والعدوان والاحتلال. وكان لاعتذار حكومة خادم الحرمين الشريفين عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعلياً وعملياً من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين ردود فعل إيجابية، ورأت إن بقاء القضية الفلسطينية دون حل عادل ودائم لخمسة وستين عاماً والتي نجم عنها عدة حروب هددت الأمن والسلم العالميين لدليل ساطع وبرهان دامغ على عجز مجلس الأمن وفشله، كما دعت المملكة العربية السعودية في الجلسة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في كلمتها وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، والتي ألقاها الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية - رحمه الله- جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967م وعاصمتها القدسالشرقية، ومنحها العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. دور عالمي لمركز الملك سلمان شكّل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي تم انشاؤه في 24 /7 /1436 ه الموافق 13 مايو 2015م،بتوجيه ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، واجهة إنسانية للمملكة العربية السعودية، متخذا من المعايير والمبادئ الإنسانية العالمية مرجعاً في جميع تدخلاته التي تدعمها أنظمة المملكة العربية السعودية وتوجيهات القيادة الرشيدة لكل ما فيه رفعة للإنسان في كل زمان ومكان ومن باب أولى في الأزمات والكوارث وخاصة للفئات الأشد ضعفاً الأطفال والنساء. وتاريخيا تعتبر المملكة من الدول الداعمة لجميع القرارات والاتفاقيات الدولية التي تُعنى بالأطفال فهي إما صادقت أو انضمت للعديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بهذا الخصوص ومنها اتفاقية حقوق الطفل لعام 1995 وبرتوكولاتها الاختيارية. وفي الشأن اليمني، التزمت المملكة العربية السعودية كذلك عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمبلغ 274 مليون دولار أمريكي (أي ما يعادل مليار ريال سعودي) وهو المبلغ الكلي الذي أعلنته الأممالمتحدة بندائها العاجل لليمن في أبريل 2015. ولم تتوقف مساعدات مركز الملك سلمان لليمن على النداء العاجل للأمم المتحدة بل تخطتها إلى مساعدات إضافية تم تقديمها عبر منظمات دولية ومحلية يمنية بلغ إجمالي تلك المساعدات ما يعادل 186مليون دولار أمريكي، حيث بلغت قيمة جميع المساعدات المقدمة لليمن حتى يونيو 2016م أكثر من 460 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى هذا اعتمد المركز مبلغ 110 ملايين دولار أمريكي للمشاريع بخطته للنصف الثاني من عام 2016. أما فيما يخص المساعدات الإنسانية الخاصة بالأطفال والنساء فقد دعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مشاريع تغذية الأطفال والصحة والتطعيم والاصحاح البيئي والتعليم والدعم النفسي والحماية حيث استفاد من هذه المساعدات أكثر من 4 ملايين طفل يمني. كما قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تمويلاً لمنظمة الأممالمتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسف) UNICEF بمبلغ قدره (29.6) مليون دولار أمريكي حيث قُدمت بموجبه خدمات طبية وتطعيم وتغذية ومياه الشرب النظيفة وصرف صحي لعدد 4 ملايين طفل وأكثر من 500,000 امرأة مرضع وحامل داخل اليمن وفق التقرير الصادر من منظمة (اليونيسف-مكتب اليمن) بتاريخ 30 أبريل 2016. وفي مجال الغذاء والتغذية قدم مركز الملك سلمان تمويلا بمبلغ 145.4 مليون دولار أمريكي لبرنامج الغذاء العالمي تم بموجبه تقديم غذاء وتغذية لأكثر من 2 مليون شخص شهرياً في اليمن استفاد منه 1.3 مليون مستفيد من النساء والأطفال في 19 محافظة يمنية وفق التقرير الصادر من برنامج الغذاء العالمي بتاريخ 2 يونيو 2016. وفيما يختص بمجال الصحة الإنجابية وصحة الأمومة والطفولة فقد قدم مركز الملك سلمان للإغاثة مساعدات لصندوق الأممالمتحدة للسكان بمبلغ وقدره 2.6 مليون دولار أمريكي لعدد 300,000 امرأة وعدد 67,250 طفلا وطفلة مستفيدين من برامج الحماية حسب المشروع المقدم من المنظمة للمركز. كما قام المركز بتمويل منظمة الصحة العالمية WHOبمبلغ وقدره 16مليون دولار أمريكي لتقديم خدمات الأمومة والطفولة (التطعيم والتغذية والرعاية الصحية) لأكثر من 3.8 مليون امرأة و3.4 مليون طفل يمني لمن تقل اعمارهم عن 18عاما حسب المشروع المشترك مع المركز. ومول مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة FAO بمبلغ 5.8 مليون دولار أمريكي استفاد منها 390,785 امرأة و125,333 طفلا وطفلة. وفي شأن المساعدات المقدمة للاجئين اليمنيين في جيبوتي فقد قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تمويلا بمبلغ 350,000 دولار أمريكي لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) UNICEF لتقديم خدمات لأكثر من 7,600 طفل وامرأة. وفي مجال المياه والإصحاح البيئي قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبر منظمة الهيئة الطبية الدولية الأمريكية IMC تمويلا بمبلغ 777,341 دولارا أمريكيا قدمت بموجبه خدمات المياه والصرف الصحي لأكثر من 617,159 طفلا وامرأة في مختلف محافظات اليمن وفق التقرير الصادر من المنظمة. ومن خلال دعمه لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي UNDP قدم المركز مبلغ 2.5 مليون دولار أمريكي استفاد من المشروع 475,648 من الرجال والنساء والاطفال. وبالإضافة لهذا فقد قامت وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية باستيعاب أكثر من 285,644 طالبا وطالبة يمنية (دون سن 18 سنة) في مدارس المملكة وهم من الذين دخلوا المملكة مع أسرهم بعد الأزمة في اليمن حيث تم منحهم حق الإقامة المؤقتة والتعليم والاستشفاء. الملك فيصل-رحمه الله- يترأس وفد المملكة للدورة الثانية للأمم المتحدة الملك عبدالله -رحمه الله- يتحدث في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة 2008م الملك فهد - رحمه الله -عند لقائه بالأمين العام السابق للأمم المتحدة دي كويلار استفاد من خدمات مركز الملك سلمان أكثر من مليون شخص في 19 محافظة يمنية