تنوي شركات الطاقة الصينية تغيير ملامح قطاع الطاقة المحلي كليا فقد أعلنت شركة بترو تشاينا احد اكبر شركات النفط بالعالم عن توجهها لزيادة انتاجها من الغاز الطبيعي ليصل الى خمسين بالمائة صعودا من مستوى السبعة والثلاثين بالمائة الحالي في عام 2030، وبحسب الارقام المعلنة لمصنعي ألواح الطاقة الشمسية بالعالم فقد تصدرت الصين هذه القائمة كذلك معلنة عن تغيير كبير في مصادر توليد الطاقة بالصين بالمستقبل القريب فهانحن نراها تتحول من أحد أكثر الدول المستهلكة للفحم والنفط الخام الى ان تعتمد على الطاقة الشمسية والغاز الطبيعي ذي الانبعاثات الاقل ما بين أنواع الطاقة غير المتجددة. خلال العقد الماضي شهد القطاع الصناعي الصيني نموا هائلا وكان سببا رئيسيا في زيادة الطلب على الطاقة عالميا فهذا التحول في استهلاك الطاقة بهذه البلاد له تأثير مباشر على الطلب العالمي والاستثمارات المستقبلية بسوق الطاقة ككل، وفي الفترة الحالية والتي يمكن ان نسميها فترة انتقالية لسوق الطاقة الصيني نراها تشتري كميات كبيرة وبما هو اكثر من حاجتها من النفط الرخيص وتقوم بتخزينه وعندما اقتربت من الطاقة التخزينية القصوى ومع ارتفاع اسعار المشتقات البترولية في الاسابيع القليلة الماضية اتجهت شركات النفط الصينية الى تكرير جزء من هذا المخزون الكبير وبيعه على الدول المجاورة لها لتصبح موردا للمشتقات ينافس الهند بعد ان كان مستهلكا شرسا لجميع انواع النفط. التوجه الصيني الجديد يجب ان يدرس جيدا مع اتضاح ملامحه مؤخرا ويجب اخذه بمحمل الجد لكي نستفيد منه او يكون لنا موطئ قدم في هذا السوق الكبير المتغير وان يكون نصب أعين الشركات النفطية الوطنية في دول الخليج لما له من تأثير مباشر علينا بحيث مازلنا نعتمد على هذه السلعة الناضبة لنستورد مأكلنا وملبسنا وأزمة أسعار النفط الحالية ما هي إلا جرس إنذار لما قد يحصل إذا تم تغافل هذه المتغيرات.