لا حديث الآن في أوساط العالم الإسلامي والعربي؛ إلا عن نجاح خطة حج هذا العام؛ فالأرقام والتقارير والصورة المباشرة؛ جميعها تؤكد نجاحه بتميز؛ هذا النجاح اسعدنا وكان متوقعا؛ في ظل الجهود المبذولة والتنظيم المتقن؛ الذي لم يترك شيئا للمفاجآت؛ ايضا هناك عامل مهم ساهم في نجاح هذا الموسم؛ فغياب العنصر الغوغائي الايراني؛ المعكر لصفو الحج والمربك لحركته؛ اتاح الفرصة لأكثر من مليون و800 ألف حاج؛ لتأدية نسكهم بأمن وطمأنينة؛ وهذه النتيجة الايجابية هي ما ترومه المملكة. فهاجس قادة هذه البلاد؛ هو أمن الحج وسلامته؛ وهو ما يعتبرونه خطا أحمر وغير قابل للمساومة؛ وهذا ما لم يفهمه بعّد ملالي ايران؛ الذين يصرون على تسييس الحج بمطالباتهم المتكررة بإقامة (مراسم البراءة ودعاء كميل ونشرة زائر)؛ وجميعها هتافات مذهبية وممارسات غوغائية مؤذية للحجاج؛ وبعيدة عن هدف الحج ومعناه التعبدي السامي. والسؤال: لماذا شذت ايران عن 78 دولة عربية واسلامية؛ التزمت باشتراطات وضوابط وزارة الحج؛ وتشبثت هي بشروطها؟ أليس من أجل اعاقة اداء الفريضة؛ واستباحة حرمة المشاعر؟ لذلك من الطبيعي أن ترفض المملكة المطالب الغوغائية؛ التي لم يُتعبد بها يوما ما في شوارع طهران وقم، فالتنديد بأمريكا لا يجوز إلا في المشاعر؛ وبسبب الموقف الصلب منعت ايران حجاجها من حج هذا العام. وقد يفسر البعض هذا الرفض بسبب تأزم الموقف السياسي بين البلدين؛ والحقيقة أن المملكة بامتداد تاريخها لم تمنع احدا من الحج؛ بسبب خلافات سياسية؛ والأزمات السياسية بلغت ذروتها مع قادة دول عربية؛ وبقي باب الحج مفتوحا لحجاج تلك البلدان؛ فالمملكة تفرق بين الانظمة والشعوب؛ وتعي دورها الريادي؛ وليس لها شرط إلا النأي بهذه الشعيرة الجليلة عن الرفث والخلافات السياسية!! تهديد ملالي ايران العلني للحج؛ وغوغائيتهم وإراقتهم الدماء؛ في البلد الحرام في أعوام سابقة؛ لم يفعله الصهاينة الذين هم اعداء للاسلام والمسلمين؛ وفعله المتشدقون بالاسلام. قد يظن ظان أن ما تفعله ايران أمر عرضي؛ يحدث بسبب أزمة سياسية سيزول بزوالها؛ والحقيقة التى يجهلها عامة المسلمين أن هذه الاعمال الاجرامية صادرة من اعتقاد قوي ومنهج راسخ؛ موثق في مراجعهم الدينية؛ كشف بعضها الدكتور عبدالله الغفاري؛ مؤلف كتاب (بروتوكلات آيات قم حول الحرمين المقدسين)؛ في هذا الكتاب تجد وثائق تنشر لاول مرة؛ وهي بروتوكلات ونصوص نادرة؛ حجبت عن عامة الناس؛ وقد اخرجها للنور رجال الطائفة انفسهم؛ ممن تمردوا على تعاليم المذهب الذي يحضهم على الكتمان والتقية؛ ليكشف الله نواياهم ويفضح مخططات الباطنيين السرية، فالمؤلف عرض أهم الخطط وأخطرها؛ للعدوان على الحرمين الشريفين وزوارهما. وقد اشتملت نصوص البروتوكولات على اربعة فصول؛ موثقة من بطون كتبهم الاربعة المعتمدة؛ ولضيق المساحة سأعرض فصلا واحدا؛ وهو (خطط العدوان على الحجاج الآمنين)؛ وينص على قتل الحجاج بين الصفا والمروة؛ وقطع أيدي وأرجل المشرفين على الحرم؛ هذا البروتوكول يزعمون انه من عمل مهديهم المنتظر؛ وتنفيذ المهمة انتقل بمبدأ (ولاية الفقيه للخميني). فتحديد موضع القتل بالمسجد الحرام بين الصفا والمروة؛ هو ما يخطط له؛ وما جرى على أرض الحرمين الشريفين؛ أعوام1407- 1409-1437 ه من تفجيرات وحوادث مفتعلة؛ ذهب ضحيتها العديد من الحجاج الآمنين؛ هو تمهيد للتخطيط الاجرامي؛ والتاريخ يعيد نفسه فمن ذات المبدأ انطلق اسلافهم القرامطة. ففي حج عام 317ه؛ قتلوا الكثير ورموا جثثهم ؛ واغتصبوا الحاجات ومزقوا كسوة الكعبة وخلعوا بابها ودنسوها؛ واقتلعوا الحجر الأسود وسرقوه؛ وهكذا يثبت التاريخ على مر عصوره؛ ان عداوة الصفويين المجوس للعرب أزلية.