استهدفت قوات التحالف العربي، فجر أمس الاثنين، الموقع الذي أطلقت منه ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة في اليمن «صاروخا باليستيا» باتجاه الأراضي السعودية، قبل أن يدمره «الدفاع الجوي الملكي السعودي». وقالت قيادة التحالف في بيان نشرته «واس»: «إن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت في تمام الساعة 3.45 من فجر هذا اليوم (أمس الإثنين) صاروخا باليستيا اطلقته الميليشيات الحوثية باتجاه مدينة خميس مشيط ودمرته بدون أي أضرار». ودمرت القوات السعودية الصاروخ «بدون أي أضرار»، وفق الوكالة التي ذكرت أن القوات الجوية للتحالف، الذي تقوده السعودية، استهدفت، عقب ذلك، «موقع الإطلاق» التابع للميليشيات الموالية لإيران. في المقابل، أعلنت المقاومة الشعبية عن مقتل 11 من ميليشيات الحوثي وصالح، في مواجهات بمحافظتي تعز والبيضاء جنوب غربي اليمن. وذكرت مصادر في المقاومة الشعبية في تعز أن المعارك التي دارت غربي تعز أسفرت عن مقتل أربعة انقلابيين، وإصابة 11 آخرين. كما قُتل سبعة من ميليشيات الحوثي وصالح، يرجح أن يكون بينهم قيادي حوثي، في كمين نفذته المقاومة عندما استهدفت دورية تابعة لهم أثناء مرورها بإحدى طرقات «قيفة» غربي البيضاء، وفقا ل«العربية». في الأثناء وصلت قوات من الجيش الوطني لمحور البيضاء للمشاركة في المواجهات ضد الميليشيات التي تسيطر على المحافظة منذ نهاية 2014، وفقا لوسائل إعلام محلية. وقال المركز الإعلامي للمقاومة بالبيضاء: إن القوات تمركزت بمنطقة قانية بقيادة العميد الركن مراد طريق، قائد المحور، وقائد عمليات المحور العميد محمد علي العمري، ومدير أمن مديرية العبدية التابعة لمحافظة مأرب القائد مبخوت الأحرق. وأضاف ان القوات استقبلت من قبل المواطنين بإطلاق الأعيرة النارية بالهواء فرحا بقدومها وتعززت الآمال مجددا بتحرير كامل المحافظة بعد قدوم الجيش الوطني للمشاركة بالمعارك. في غضون ذلك، تخوض المقاومة الشعبية مواجهات ضارية ضد ميليشيات الحوثي وصالح، في عدة جبهات بمحافظة البيضاء، وللمرة الثانية منذ اندلاع المواجهات في المحافظة، مسنودة بقصف مقاتلات التحالف العربي، لتجمعات الانقلابيين ومخازن للأسلحة تخص الحرس الجمهوري الانقلابي بمديرية السوادية. فيما استأنف انقلابيو ميليشيات الحوثي وصالح تحركاتهم لإقناع القبائل المحيطة بصنعاء ومحافظة عمران بدعم صفوفهم بمجندين جدد، لإرسالهم كتعزيزات لجبهات القتال؛ في تعز ومأرب والجوف ومديرية نهم شمال شرق العاصمة، والتي كبدتهم فيها قوات الجيش والمقاومة الشعبية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. أدى الرئيس الشرعي للحكومة اليمنية، عبدربه منصور هادي، صباح أمس، صلاة العيد مع جموع المصلين في قصر الضيافة بالعاصمة السعودية الرياض. وعقب أدائه صلاة العيد استقبل الرئيس هادي جموع المهنئين بمناسبة عيد الأضحى المبارك؛ من مستشارين وأعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى، والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية والسياسية والثقافية وممثلي الأحزاب والشباب والإعلام ومنظمات المجتمع المدني، وفقا لوكالة سبأ الرسمية. وأكد رئيس الجمهورية على وحدة الموقف والثبات تجاه قضايا الوطن المصيرية حتى يستعيد الشعب اليمني مجده وعزته وانتصاراته في ربوع مناطقه ومحافظاته بفضل تلاحم أبناء المجتمع والمواقف الأخوية الداعمة للأشقاء في دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وكافة دول التحالف. وأدى نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر صلاة عيد الأضحى بمعسكر النصر بمحافظة مأرب، برفقته رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي، ووكيل محافظ مأرب علي الفاطمي، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة لشؤون التدريب اللواء صغير بن عزيز وعدد من المسؤولين والقادة العسكريين للجيش والمقاومة الشعبية، وعدد من الشخصيات الاجتماعية اليمنية. وعقب أداء صلاة العيد قام نائب رئيس الجمهورية بزيارة لأبطال المقاومة من جرحى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بهيئة مستشفى مأرب. واصدر الأحمر توجيهاته للدكتور محمد القباطي رئيس هيئة المستشفى، بالاهتمام بالجرحى والاشراف المباشر عليهم، إضافة لرفع اسماء الحالات التي تستدعي السفر للخارج، مؤكدا أن الحكومة لن تألو جهدا في تفقد ورعاية كل جرحى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمختلف الجبهات والاطمئنان عليهم. بحسب تقرير لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» تحتاج مدينة تعز التي تحولت خلال عام ونصف العام إلى مدينة أقرب للموت منها للحياة، إلى توفير 25 مركز إيواء للنازحين. الأسر النازحة من المدينة حسب التقرير تحتاج إلى أكثر من 50 ألف سلة غذائية شهريا، بالإضافة إلى تأمين 100 ألف سلة غذائية شهريا للأسر المنكوبة والمتضررة في تعز، وفقا ل«العربية». ويحتاج سكان تعز والمناطق المحيطة بها لمياه تكفي مليوني شخص، و«هيومن رايتس ووتش» تتحدث عن حصد الألغام التي يزرعها المسلحون الحوثيون لأرواح عشرات المدنيين. وما زاد من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في تعز منع ميليشيات الحوثيين إدخال أي مستلزمات ومواد غذائية أو صحية، أو حتى اسطوانة أكسجين للمرضى والجرحى. وللتخفيف من وطأة هذه المعاناة التي عصفت بحياة الناس وأحالت حياتهم إلى جحيم يسعى ائتلاف الإغاثة الإنساني بمحافظة تعز إلى إيصال المساعدات إلى بعض المناطق في تعز التي تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من فك الحصار عنها بشكل جزئي في الجهة الغربية، لكن تبقى تلك المحاولات محدودة خصوصا في المناطق الشرقية والشمالية للمحافظة.