لكل بيت باب.. ولكل باب مفتاح يدلف عن طريقه الداخل للبيت.. وقلب المرء هو بيت سعادته وسر استقراره ووجوده.. وثمة مفاتيح تفتح مغاليق القلب فتهبه الهدوء والطمأنينة والسكينة والسعادة، فمن المفاتيح أنه كلما عشت معنى الحياة بقيمة الإيمان سموت بمتعلق لا ينقطع فهو متعلق «بالحي الذي لا يموت»، هذا الإيمان يفسر سبب الوجود، ويجيب عن سؤال أصل الوجود، ويبين نهاية الوجود. ومن المفاتيح، كلما وسعت ذهنك.. توسعت مداركك «فالتفكير المحدود أو المغلق، مثل الماء الآسن الذي لا يتجدد، فحركة الفكر وانطلاقه سبب رئيس في مرونته وتجدده ما يكسب المرء معرفة وإيمانا، وكثيرا ما عاب القرآنُ الكريم أهل الضلال بتعطيل التفكير وأدواته كالعقل والسمع والبصر» ومن تفكر بتجرد وفعّل أدوات معرفته وصل للحقيقة، وأعظم ما يثري الفكر القراءة. ومن المفاتيح كلما أجلت بصرك دون حائط أو حُجُب.. حد بصرك وامتد، فالعين مثل الجسم إذا حبس ولم يتحرك ضعف ومرض كذلك جوارح الجسد خاصة العينين فإنهما طريقان للنظر في الكون والملكوت والإنسان والحياة، وهذه المفاتيح الثلاثة الأول من أعظم أسباب إسلام كثير من الغربيين خاصة في العصر الحديث، فمعنى الحياة وإطلاق التفكير وتفعيل أدوات كسب المعرفة أوصلتهم للحق والخالق والإيمان والسعادة. ومن المفاتيح، كلما اعطيت انشرحت نفسك.. فالعطاء هو الاهتمام بالآخرين، بمشاعرك وجوارحك، ذلك يمسح الأنانية التي هي سبب كبير للتمحور حول الذات فقط، فإذا ضعف عطاء الإنسان مع من حوله قل تفاعلهم معه فاستوحشوا منه واستوحش منهم. ومن المفاتيح، كلما فسحت في مجلسك أو مكانك أو موقف سيارتك لجلسائك أو جيرانك أو الناس فسح الله لك في حياتك «إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم». ومن المفاتيح كلما رسمت البسمة على شفاه المحتاجين والأرامل واليتامى.. ابتسمت روحك، وكلما وهبت شيئا من السعادة لمن حولك آتاك الله أضعافه في قلبك وفي حياتك «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان» وكلما أحسن المرء أحسن الله إليه بسعادة القلب في الدنيا وجنته في الآخرة مع رؤية وجهه الكريم «للذين أحسنوا الحسنى وزيادة» «ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته» وهل هناك حاجة للإنسان أعظم من طلب السعادة! فإذا أعطيت وقدمت للآخرين.. آتاك الله مبتغاك الطيب. ومن المفاتيح، كلما رأيت الحياة بعين أكبر وأجمل، علمت بأن التجدد أكثر.. والجمال أظهر. ليست مفاتيح السعادة بمال او مركز او منصب او شهرة.. فهذه تنتهي.. وتسلب منك عند الموت.. لكن المفتاح بالمعاني والقيم والأعمال التي تحملها في قلبك وتدخل معك في قبرك.. وتحدد في الآخرموقعك وقدرك. «المفتاح الأبقى والأنقى هو: الإيمان والتفكر والعلم والمعرفة والعمل والعطاء والشعور والإيثار والاهتمام والتفاؤل.. ذلكم المفتاح يفتح مغاليق السعادة في الدنيا وأبواب الجنة في الآخرة».. «يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون».