زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الى كل من الصين واليابان وباكستان تفتح بوابة العالم الشرقية على مصراعيها لتمتع اقتصادنا الوطني بخيارات استثمارية متعددة فضلا عن الأسواق الكبيرة في الاقتصاديات الناشئة خاصة حينما نضيف اليها الهند، فهناك حزمة من الاتفاقيات التي تم توقيعها في مجالات تعتبر حيوية ومؤثرة في نمو الاقتصاد، وتخدم التبادل التجاري على نطاق واسع. لا شك في أننا بحاجة الى تقنيات تلك الدول في النمو والارتفاع بمعدلات التنمية بما يخدم رؤيتنا الاقتصادية والوصول بالخيارات الاقتصادية الى آفاق من التنوع الذي يثري كل نشاط اقتصادي، ويسمح لصادراتنا النفطية وتلك المتعلقة بمشتقاتها من البتروكيماويات في أن تجد منافذ وأسواقا أكثر نهما لها، وحين نضيف القرب الجغرافي فإننا نضيف عاملا مهما في النقل يصب في صالح زيادة الحركة الاقتصادية من والى المملكة. إن أسواق شرق آسيا وجنوبها جديرة بالانفتاح وفتح مزيد من المجالات معها، فقد أثبتت كفاءتها وجدارتها وأولويتها في العناية، ومتى تعددت الخيارات حدث التنوع الذي نطمح اليه بحسب خططنا ورؤيتنا، فذلك الجزء من العالم يتطلع أيضا لمزيد من التعاون وإذا تقدم باتجاهنا خطوة فمن الضروري أن نتقدم باتجاهه خطوتين؛ لأننا في مرحلة تنافسية تتطلب أن نخترق تلك الأسواق ونعزز علاقاتنا الاقتصادية معها بما يخدم مستقبلنا وتطلعاتنا. إن تلك الزيارة التاريخية تعزز ما سبقتها من زيارات لقيادتنا الرشيدة في العمل مع هذه الدول المهمة من أجل دعم اقتصادياتنا ورجال الأعمال فيها، من أجل مزيد من الترابط بين القطاعات الخاصة التي لها قصب السبق في الحضور التنموي وتحقيق معدلات نمو مهمة ومقدرة في الاقتصاديات الكلية، وقد وضع سمو ولي ولي العهد بهذه الزيارات اقتصادنا والقطاع الخاص في الطريق الواسع والممهد من كل النواحي الاستراتيجية والسياسية، التي تجعله يمضي نحو غاياته في رفع معدلات التنمية وتطوير الاستثمارات المشتركة وإضافة قيم جديدة لصالح القطاعات التي يتكون منها القطاع الخاص، كما أن عملية نقل التجارب والتقنيات الاقتصادية والاستثمارية لها من الأهمية ما يضيف الى تلك الزيارة أهمية قصوى في تأسيس واقع جديد يخدم كل أهدافنا، ويضع مجتمع المال والقطاع الخاص السعودي في مرحلة جديدة تستحق أن يتم العمل فيها برؤية تعكس توجهات القيادة لخلق صلات أكثر متانة مع دول حققت نهضة وطفرة اقتصادية لها كثير من الأهمية بما يجعلها محلا للدراسة والاستفادة القصوى منها.