قالت وزارة الزراعة الأميركية: إن سلالة من إنفلونزا الطيور كانت سببا في نفوق نحو 50 مليونا من الدجاج والديوك الرومي (الحبش) العام الماضي بالولاياتالمتحدة، اكتشفت في البلاد للمرة الأولى خلال 14 شهرا. وقالت الوزارة: إن السلالة «إتش5.إن2» اكتشفت في بطة برية في ألاسكا، في إطار برنامج مراقبة تجريه على الطيور منذ التفشي المدمر العام الماضي. وتقول الوزارة إنها لم تكتشف السلالة في أي طيور برية أو دواجن منذ يونيو 2015. وتقدر الطيور البرية على حمل الفيروس دون أن تظهر عليها أعراضه ونقله إلى الطيور الداجنة من خلال الريش أو الفضلات. وكلف تفشي الفيروس العام الماضي مصدري الدواجن خسارة أعمال بملايين الدولارات مع إقدام الشركاء التجاريين على الحد من إبرام صفقات مع ولايات أميركية أو دول مصابة بالفيروس. وقررت بعض الدول ومنها الصين وقف جميع واردات الدواجن من الولاياتالمتحدة. من جهة ثانية، قال مسؤول بالمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها: إن الهيئة تراقب عن كثب أفرادا ربما تعرضوا لسلالة جديدة من فيروس إنفلونزا الطيور عُثر عليها في أسراب من الديوك الرومية بولاية إنديانا. وأوضح المسؤول الطبي بالهيئة، مايكل جونغ، أنه لا يوجد أي دليل على إصابة أي إنسان بعدوى مرتبطة بسلالة جديدة من إنفلونزا الطيور تعرف باسم (إتش7إن8)، لكن الهيئة ومسؤولي الصحة المحليين يدرسون جميع الاحتمالات. وأضاف: «هناك دائما احتمال لحدوث مضاعفات تؤثر على صحة البشر حين ترى فيروس إنفلونزا جديدا في الحيوانات مثلما نرى الآن في الديوك الرومية». وتابع: «المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وإدارات الصحة المحلية مستعدة لتطبيق برنامج صمم بعد تفشي إنفلونزا الطيور على نطاق واسع في الدواجن العام الماضي وأن الهيئة ستراقب الأشخاص الذين يخالطون الطيور المصابة بالعدوى». على صعيد مختلف، توقع مسؤول طبي في وزارة الزراعة الأميركية أن ينتهي تفشي إنفلونزا الطيور في الولاياتالمتحدة خلال شهور الصيف الدافئة، بعد أن تراجعت بالفعل حالات الإصابة بالفيروس. ونقلت رويترز عن كبير الأطباء البيطريين بالوزارة، جون كليفورد، قوله «نعتقد أننا تجاوزنا الأسوأ بالفعل، وهذا لا يعني أننا لن نرى حالات إضافية، لكننا نعرف أننا شهدنا تراجعا في الحالات». ويواجه قطاع الدجاج أكبر تفش مسجل لانفلونزا الطيور، مما أدى إلى نفوق أو إعدام 40 مليون طائر بعد تأكد ظهور الفيروس في المزارع التجارية والخاصة في 16 ولاية أميركية وفي كندا. وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان في باريس، قال كليفورد «الصيف آت. وتزداد الحرارة.. ولأن الحرارة وضوء الشمس يقلصان وجود الفيروس في البيئة لن نشهد حالات (إصابة)». وأضرت إنفلونزا الطيور بشدة بصناعة الدجاج الأميركية، كما تسبب المرض في انخفاض حاد في انتاج البيض وارتفاع كبير في أسعاره مما دفع منتجي الطعام إلى البحث عن بدائل. وتوقع المدير العام للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، برنار فالات، أن تتم على الأرجح السيطرة على تفشي إنفلونزا الطيور في الولاياتالمتحدة، خلال أربعة أشهر مع تصعيد السلطات الأميركية إجراءاتها لاحتواء الفيروس.