يقال: إن ادعاء الوطنية هو مأوى الأوغاد، بمعنى أن كل من ينخفض منسوب آدميته أو يتورط في قضية أخلاقية أو يقصر في أداء مهامه الوظيفية يمكنه أن يرفع شعارات الوطن في وجه من يختلف عنه. ويمكن ان نمثل على ذلك ما حدث مؤخرا من المصور الفوتوغرافي «س» الذي سطا بمنتهى الجرأة والخفة على أرشيف أحد زملائه الفنانين «ص» من طائفة أخرى، وقام بنشرها عبر حسابه في «السناب شات» بعد أن حذف توقيع المالك الأصلي للصور الفوتوغرافية، وحينما تم اكتشافه ومواجهته بالحقيقة.. لجأ إلى نفس الحركة والتكنيك والحيلة، حيث بدأ بهجوم مضاد اتهم فيه الفنان صاحب الأعمال الأصلية بأنه انسان غير وطني وأن ولاءه للخارج، لدرجة اتهامه هو وطائفة كاملة باتهامات مريعة تطال العقيدة، اعتقادا منه أنه سيلهي الجمهور وأنهم سيؤيدونه فيما ذهب إليه، إلا أن نسبة كبيرة من المتابعين رفضوا الانجراف وراء حيلته، وأعادوه إلى محور القضية عبر هاشتاق ساخر يعادل الفضيحة الفنية. وعلى ما يبدو أن «س» لم يكن يعرف أن اللحظة التي نعيشها لا تسمح بسرقة ابداعات الآخرين في وضح النهار، وأن (إعلام المواطن) على درجة من الوعي بحيث يُحاسب المعتدي حسابا قاسيا ولاذعا في التو واللحظة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما يمكن لإعلام المواطن أن يصدر حكما يعيد الحق لأصحابه بشكل فوري، ما يجعل هذا الحق (الافتراضي) أهم ربما من استعادته عن طريق المؤسسات (الرسمية). وفي الحقيقة لم أكن أرغب في إثارة هذا الموضوع خاصة بعد أن قرر «س» الاعتذار أخيرا، لكن ما جعلني أعيدُ الموضوع للأمام هو تغريدة دكتور جامعي متعلم ويخاف الله يبرئ فيها «س» على أساس أنه أحد تلامذته الشرفاء، وأن ما قاله عن الطائفة الأخرى صحيح وغير مبالغ فيه، ما جعل «س» يتساءل في محاولة للدفاع عن ذاته عن مدى صحة جوانب عقدية لدى هؤلاء. يا سلااااام بالله يعني لو واحد لا يصلِي أصلا.. عادي نسرقه؟! وبعدين يصير عاديا أن نضربه!! ثم نتدعشن ونِسترهب ويصير لازم نقتله هو واللي جابوه واللي حطوه واللي شالوه!!. يا عالم.. يا خلق شوفوا لنا حلا في هالأوادم !!. المهم في الموضوع أني تأكدت أن «ص» المعتدى على أعماله وشخصه وطائفته ليس وحده الضحية، بل يبدو أن «س» هو الضحية الأكبر، لأنه تلقى تعليما نتنا على يد أحد المعلمين أثناء دراسته ونشأته ما جعله عرضة الآن لهذه السقطات المركبة، لهذا فهي بالطبع ليست (زلة) أبدا كما قال في اعتذاره. محزن جدا ما حصل ل «س» من (تدمير) لسمعته الفنية، وأشعر بتعاطف كبير نحوه، خاصة أن الحدث كاملا نشر بالأسماء والصور، فلا أحد في مواقع التواصل الاجتماعي يغفر أو ينسى للأسف، ولكن المحزن أكثر.. أن يستمر فنان محترف ومبدع مثله ضحية لهؤلاء المعلمين وأفكارهم (المدمرة).