أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن منطقة عسير تحتل مكانة وموقعاً استراتيجياً جعل منها بيئة خصبة للاستثمار السياحي والاقتصادي على مستوى المملكة، وذلك بما حباها الله -تعالى- من المقومات الطبيعية والمناظر الخلابة المستمرة على مدار العام. مبيناً سموه أن النجاحات التي يشهدها القطاع السياحي في المنطقة دليل على طموحات المواطن السعودي في بناء مجتمعه والاعتماد على الذات لتحقيق المردود الاقتصادي من السياحة الداخلية. جاء ذلك خلال جولة سموه التفقدية، أمس، على عدد من المشروعات السياحية في مدينة أبها، شملت مشروع «عين أبها» و«ممشى الضباب» و«شارع الفن» و«منتزه أبها الوطني»، مشيداً بالنجاحات التي حققتها الفعاليات المصاحبة لمهرجان أبها يجمعنا لهذا العام. وأردف سمو الأمير سلطان بن سلمان في تصريح صحفي عقب الجولة، إن المملكة تنعم بالعديد من المقومات الطبيعية التي يبحث عنها السائح ومن أهمها نعمة الأمن والاستقرار، إلى جانب تعدد المواقع السياحية بمختلف أنواعها، وقال: «لقد آن الأوان أن ينعم المواطن السعودي بحقه المشروع من السياحة الداخلية، بحيث يجد الأسعار المعتدلة والخدمات الميسرة والراقية التي في متناول يده في أي مكان يتوجه إليه». وكشف سموه عن إقرار برنامج تطوير مواقع التراث الوطني في برنامج التحول بتمويل تتجاوز قيمته 3 مليارات ريال، مبيناً أن منطقة عسير من المناطق المستهدفة بهذا المشروع والتي ستحظى بالدعم والمؤهلة للاستفادة من برامج التمويل، لافتاً سموه النظر إلى أن البرنامج سيركز على دعم المدن والمحافظات التي لا يتجاوز تعداد سكانها مليون نسمة، منوهاً بالخطوات التي قطعتها بعض الشركات في المملكة للإسهام في حل ملف التمويل السياحي. ورحب سمو رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني بالنقد الهادف والبناء، خاصة فيما يتعلق بارتفاع أسعار مرافق الإيواء في بعض الوجهات السياحية، مبيناً سموه أن ذلك يكمن في قلة العرض وارتفاع الطلب في بعض المواسم وعزوف بعض المستثمرين عن الاستثمار في قطاع الإيواء؛ لعدم توفر الدعم والتمويل الملائم، مؤكداً أنه لو تحقق برنامج التمويل لكان هناك عرض لا يقل عن الطلب، وبالتالي تكون الأسعار في متناول المواطنين وجودة الخدمات مرضية لتطلعاتهم. وألمح سموه إلى أن بعض الدول في المنطقة قامت اقتصادياتها السياحية على السائح السعودي، مضيفاً «كفى تأخراً في تطوير سياحة بلدنا، فهو البلد الأول في المنطقة وحاضن الحرمين الشريفين، وكفى أن يحرم المواطن من أن يجد خدمات ميسرة بأسعار في متناول اليد، ومن يقول إن السياحة لا تنمو فقد ثبت خطأه، وتلك الخدمات ليست تفضلاً، بل هي حق مشروع للمواطن»، مستشهداً بمقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله حينما قال «إن تقديم أرقى الخدمات والتسهيلات للمواطنين هي حق مشروع». واختتم الأمير سلطان بن سلمان تصريحه بالتأكيد على أن الهيئة تحرص على تحقيق مبادرات رؤية المملكة 2030، وأن السياحة من أولى القطاعات الاقتصادية الكبرى المنتجة للفرص الوظيفية والبيئة الخصبة للاستثمارات في المنطقة، معولاً على ما تملكه الهيئة من برامج ومبان وتراث وطني عريق، معتبراً أن الرؤية ستكون سبيلاً لتطبيق الكثير من قرارات هيئة السياحة والتراث الوطني.