شاهدنا منذ أيام ماضية مقطع الفيديو الذي تم تداوله على خلفية اصطياد الزرافة الذي قام به عدد من الشباب أثناء قيامهم برحلة برية في أدغال جنوب أفريقيا، والذي انقسم حوله الناس بين مؤيد للصيد ومعارض له نتيجة لتهديده للحياة الفطرية. نظرية التأييد والمعارضة هنا لا جدل فيها من قبل الناس الذين يعتبرون المحلل الأول لأي حدث يظهر أو يتم تناقله عبر وسائل الإعلام الحديثة، حتى أن مقطع الاصطياد لا يعتبر الأول، بل سبق أن شاهدنا مقاطع مشابهة وإن اختلف الموقف فيها، لكن الجدل الحقيقي يقف خلف مسألة الوعي والتقييم لما قد يترتب على الصيد، والذي أصبح يمارس بطريقة مستفزة من قبل بعض الأشخاص كونهم يستلذون مسألة تعذيب الحيوان أكثر من اصطياده. إشارة إلى الوعي والتقييم لما قد يترتب على الصيد لابد أن نلتفت أولا إلى الحالات التي قد يمنع فيها الصيد والمتمثل أهمها في موسم زواج أو تكاثر الحيوانات، عدم حيازة رخصة للصيد، بجانب استخدام أسلحة غير شرعية في الصيد، وصيد الحيوان الذي قد يكون مملوكا لشخص آخر. الأمر الثاني ننظر إلى كيفية التقييم الذي نفتقد إليه في تدعيم الوعي الذي ينقصنا، والذي يعود في أساسه إلى فهم طبيعة الواقع والتقيد بما يتوجب علينا العمل به. لذلك إلى أي مدى نحن نعي طبيعة هذا الواقع ونتقيد بما يجب علينا أن نتقيد به؟