استشرف المستشار في العمل الريادي وتطوير المنشآت سليمان العليان الرؤية المستقبلية لقطاع الأعمال في العالم عموما وفي المملكة على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد ثورة في الاقتصاد الجديد وقال:«اقتصاد الطلب، واقتصاد المشاركة، والاقتصاد التعاوني هي مستقبل الاقتصاد وهي التوجه الفعلي الذي يجب أن يتبناه الشباب، وتشمل هذه الثورة فرصا بتكلفة صفر في مجال النقل والخدمات والمساحات والطعام والمعدات والآلات، عبر تطبيقات تستخدم عن طريق الهواتف الذكية. وكشف العليان خلال الأمسية الأولى لبرنامج «اصنع مهارة 12» مساء أمس الأول في غرفة الشرقية بعنوان «افضل الفرص الاستثمارية اليوم» ، والذي يعقد وفق البرنامج التدريبي بشراكة استراتيجية مع لجنة النمية الاجتماعية الأهلية ، ودار اليوم للاعلام ، وغرفة الشرقية، ان هناك 3.5 تريليون باوند مواد غير مستغلة وغير مستخدمة عالميا «مواد، غذاء، ملابس» وهذا يتيح فرصة للشباب السعودي للاستفادة من هذه الفرص العالمية في ظل الاستثمارات المتبادلة بين المملكة والدول الاقتصادية العشرين إلى جانب ان هناك أصولا ومعدات غير مستخدمة بالمملكة ومساحات غير مستفاد منها مثل الاستراحات والمعارض وملاحق ومنازل وغيرها، وان ارتفاع العقار ليس بسبب احتكار الأراضي وانما بعدم الاستغلال الأمثل للمساحات المتوفرة عند البعض. وقال العليان: ان ظهور هذه التطبيقات سيتيح توفير تمويل لأي فكرة وعن طريقها يمكن استغلال هذه المساحات والمعدات غير المستغلة في المملكة بتوفير تطبيقات تربط صاحب الفكرة بالممول عن طريق الهواتف الذكية، مستشهدا بتطبيقات تتيح العمل للشباب مثل (كريم، أوبر للتوصيل – أرباحها 60 بليون دولار ولا تملك سيارة واحدة، واير بي ان بي – 25 بليونا ولا تملك عقارا أو سريرا ولديها 23 مليون ضيف)، هذا كلها في ظل توقعات ببيع حوالي 2 بليون هاتف ذكي في عام 2016 وثلاثة ملايين شخص متواصل يوميا، وبمعدل 1200 لمسة جوال في اليوم، مبينا ان قيمة اقتصاد المشاركة في العالم حوالي 335 مليون دولار سنويا بما يعادل 1.25 مليار ريال تقريبا، مما جعل الشركات الكبرى تحارب هذا الاقتصاد غير المكلف عبر تلك التطبيقات منها الانستجرام والفيس بوك وغيرها. وأكد ان هناك حوالي 500 ألف سيدة في المملكة تبيع منتجات متنوعة عن طريق الانستجرام، في حين يبيع موقع مليار دولار سنويا من مبيعات السيدات اليدوية في جميع انحاء العالم، واصبح هذا الاقتصاد مؤثرا على مبيعات كبرى الشركات مما حدا بها العمل على مشاركة بعض المشاريع وتمويلها الى جانب ان هناك مواقع عالمية تبيع وتشتري الأفكار والمشاريع وتجلب ممولين. وأدهش الأسلوب الحواري والعمق المعرفي لمكامن الرؤية الوطنية 2030 وأهدافها التنموية الحاضرين للأمسية الأولى الحوارية من اجل البدء في التفكير ببدء مشاريع لا تكلف مبالغ مالية، الا ان العليان ربطها بالبحث عن الفرص والثقة والصدق في التعامل ويجب ان يكون لدينا اوبر في العقار واوبر في المعدات واوبر في المساحات غير المستغلة وتسويقها وإيجاد ممولين للأفكار. وأشار في الختام الى ان اقتصاد المشاركة او الاقتصاد الجديد يخلق فرصا للأفراد ومشاركة الأصول وغير مكلف وذو تلوث اقل ويوفر مواقف أكثر، فالرهان سيكون على التطبيقات الذكية، مما جعل وزراء خارجية دول يجتمعون للتباحث حول ظهور هذا الاقتصاد الجديد ودراسة مدى تأثيره على كبرى الشركات في مجال النقل والطعام والسكن، خاصة وان هناك دراسات تشير الى فقدان خمسة ملايين شخص أعمالهم بحلول 2020 بسبب الذكاء الالكتروني، مما شجع ظهور هذا الاقتصاد لتأمين حياة أفضل للأفراد والعائلات والأسر المنتجة. ووجه بوصلة حديثه للشباب وقال: حتى تستفيدوا من هذا المناخ الاقتصادي المبنى على المشاركة لابد ان تبتكروا تطبيقات خاصة لبيئتنا متناسبة مع مجتمعنا، او ان تكون وكيلا لتطبيق عالمي (فرنشايز). نايف الهاجري مكرما سليمان العليان