أجرت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة تعديلات جديدة على مواصفات الحديد المجلفن والحديد الملون، وهي الآن في فترة تلقي ملاحظات الأطراف المعنية والجهات ذات العلاقة، لتطبيقها على الصناعة المحلية والواردات. ومن أهم التعديلات ضرورة طباعة كامل مواصفات المنتج على كل متر طولي للحديد الملون، وعلى كل مترين طولي للحديد المجلفن بالحبر الدائم غير القابل للمحو أي غير القابل للتحلل بسبب الماء. وقد أبلغت الهيئة منظمة التجارة العالمية بهذا الإجراء بعد أن دفع الاستخدام الجائر لمادة الرصاص الخطرة في منتجات الحديد المجلفن والحديد الملون الهيئة الأمريكية الدولية للفحص والمواد المعروفة باسم ASTM إلى تعديل مواصفة الحديد المجلفن ASTM A653/A653M وتعميمها للتنفيذ بإضافة بند ملزم يشترط الحد الأقصى المسموح باستخدامه من مادة الرصاص في الزنك المستعمل في طلاء الحديد المجلفن، بحيث لا يزيد على 90 ملغم لكل كيلوغرام. وقامت بتعديل المواصفة ASTM A755/A755M الخاصة بالحديد الملون وأكثر استخداماته ألواح الصاج المعرجة (الشينكو)، ويقتضي التعديل الالتزام بعدم تجاوز نسبة الرصاص حد 90 ملغم لكل كيلوغرام في دهان الأساس والدهان الخلفي، بينما يشدد على عدم تجاوز هذا الحد في الدهان العلوي أيضاً إلا في حالات استثنائية تتطلبها الضرورة والاتفاق بين الصانع والمشتري. كما انه من المعروف أن العديد من دول العالم تعتمد المواصفة الأمريكية في مواصفاتها الوطنية ومنها أغلب الدول العربية بما فيها السعودية، وفي ظل أن التعديلات التي أجريت على المواصفتين الأمريكيتين أصبحتا نافذتين سعودياً فإن ذلك يتطلب إلزام الصناعة المحلية بالمعايير الجديدة وتشديد الرقابة على الواردات أيا كان مصدرها دولياً أو عربياً أو خليجياً، وذلك من أجل ضمان عدم انتشار منتجات حديد تحتوي على مادة الرصاص التي أثبتت دراسات عالمية وتقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية بأنها تتسبب في أكثر من 600 ألف حالة تسمم وأكثر من 143 ألف حالة وفاة سنوياً. وكشفت شركة يونيكويل المختصة بصناعة الحديد المجلفن والملون أنها قامت بفحص العديد من منتجات الحديد المجلفن والملون المتداولة في السوق السعودية والخليجية في فترات سابقة، وأثبتت الفحوصات وجود مخالفات فنية عديدة فيها واحتواءها على معدلات عالية جدا من مادة الرصاص، قامت على إثرها بإطلاق حملة تثقيفية واسعة للتحذير من المخالفات الفنية ومن مخاطر مادة الرصاص. وبحسب أرقام الواردات مؤخراً وفحوصات جديدة أخرى أجرتها الشركة عليها، تبين أنه لا تزال الواردات الملوثة بالرصاص تتدفق بكميات كبيرة جداً إلى داخل السوق السعودية.