قدمت فرقة الماسة يوم امس الاول مسرحية «شرشور» ضمن فعاليات مهرجان مسرح الطفل الرابع، الذي تنظمه وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والاعلام بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، المسرحية من تأليف فاضل الهاشم وإخراج حسن المبارك وتدور فكرتها حول شخصية «شرشور» الإنسان السيئ، الذي يحاول أن يصطاد حيوانات الغابة ويخضعها لتجاربه الفاشلة، وكان من ضحاياه «أرنوب» الذي يحاول أصدقاؤه تحريره من قيود «شرشور» بمساعدة إنسان آخر. وعن العرض علق الكاتب المسرحي علي آل حمادة حول المسرحية بأن حركة الممثلين كانت ممتازة من خلال ضبط تواجدهم في بقع الاضاءة والتوقيت الجيد في التحرك بينها، فيما كان هناك غياب للبطل الجيد الصريح في القصة، الذي يواجه الشخصية السيئة، حيث انقسمت البطولة هنا وهناك ولم يتمكّن المخرج من إبراز شخصية البطل في الطرف الجيد بشكلٍ واضح. وقال آل حمادة: «المسرحية كما هو واضح مقدمة للأطفال من 6- 9 سنوات وهي مرحلة الخيال المنطلق، وأيضًا لمرحلة 9- 12 سنوات وهي مرحلة البطولة وصراع الخير والشر، ولا ضير في ذلك؛ فالمخرج لعب في أكثر من منطقة، لهذا نجد أنّ العرض قد استطاع كسب فئة أكبر من الأطفال، وربح التفاعل مع الممثلين، ولكن رسالة المسرحية لم تكن مركزة ودقيقة جدا، وهذا يخالف مسرح الطفل بوجوب دقة الهدف، والتركيز على الرسالة الموجهة إليه منذ البداية إلى النهاية، فلا أدري هل هو التعاون يؤدي للنجاح؟ أم الإصرار يؤدي للنجاح؟ فقد ازدوجت الأهداف، مما يضع الطفل في حالة شتات ذهني وكأنه بين نارين». فيما أشاد آل حمادة بسينوغرافيا العمل، وقال: «استغل منفذ الديكور المساحة في المسرح بشكل جيّد، وجهز المكان بما يتناسب مع القصة، وتبدو نقطة استغلال عمق المسرح مميزة وجميلة، بدتْ أصوات الطيور في الغابة مبررة جدا؛ حيث تلاءمتْ مع جغرافية المكان، وكانت تحضر وتغيب بحسب ما يتطلّبه مستوى الحدث، أما الملابس فكانت مقنعة أيضا، إلا شخصية شرشور، ربما لو كانت غريبة قليلا لأضافتْ بعدا أعمق لهذه الشخصية السوداء». وعلق الفنان إبراهيم الحجاج على نص المسرحية بالقول إنه بني بالطريقة الكلاسيكية، كما وفق المخرج في البناء الدرامي لجعل القصة تتناسب مع مسرح الطفل المعتاد. وذكر الحجاج أن تصميم الديكور وقع في بعض الهفوات، حيث وجود بعض القطع على خشبة المسرح بدون مبرر، مشيرا إلى «السياج» الذي يوحي بأن البيئة العامة حديقة وليست غابة. وأضاف: من ناحية الاداء التمثيلي كان بالإمكان من طاقم الممثلين أن يتدربوا على أداء أصواتهم بشكل أقوى والتدريب عليها، كما كانت بعض الموسيقى المصاحبة تلهي المشاهد عن الحوار القائم على المسرح، وهذا لا يعني أن المتعة وتفاعل الحضور لم يكونا موجودين، بل على العكس وجدنا تفاعلا جيدا من قبل الاطفال، الذين اصبحوا من جيل السرعة والتقنية والذكاء، مما يتطلب منا كفنانين ومسرحيين الابتعاد عن الرسائل المباشرة في أي عرض مسرحي، خصوصاً للطفل. مشهد من المسرحية