عقد أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي في بروكسل اليوم ، في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل ، أعمال الدورة ال 25 للمجلس الوزاري الخليجي الأوروبي. وترأس جانب مجلس التعاون معالي وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية عادل بن أحمد الجبير ، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، وبحضور معالي الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، فيما ترأس جانب الاتحاد الأوروبي معالي الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فريدريكا موغريني . وفي بداية الاجتماع ألقت فريدريكا موغريني كلمة رحبت فيها بوزراء خارجية دول مجلس التعاون، مشيدة بما وصلت اليه علاقات الصداقة والتعاون بين مجلس التعاون والاتحاد الأوربي من مستوى متطور يبعث على الاعتزاز، كما أكدت على أهمية العمل المتواصل لزيادة التنسيق والتعاون المشترك في مختلف المجالات وعلى وجه الخصوص تجاه القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة بما في ذلك مكافحة الإرهاب. كما ألقى معالي عادل الجبير كلمة أعرب فيها عن التقدير لاستضافة الاتحاد الأوربي اجتماع الدورة الخامسة والعشرين للمجلس الوزاري الخليجي الأوربي، منوها بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط دول المجلس مع دول الاتحاد الأوربي، مؤكدًا على ضرورة السعي إلى تعزيز علاقات التعاون المشترك لما فيه خير وصالح الجانبين، والحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها من خلال التعاون في مكافحة الإرهاب وتنظيماته المتطرفة. وألقى الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة أكد فيها أن الاتحاد الأوربي يعد من أهم الشركاء لمجلس التعاون حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين حوالي 155 مليار يورو في عام 2015م. وأشاد معاليه بالشراكة القائمة بين الجانبين والتي تستند على عدة أسس وتشمل التنسيق والتشاور بين الجانبين لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك التعاون في المجالات الاقتصادية والفنية والعلمية والثقافية وتبادل الخبرات المتعلقة بالتكامل الإقليمي. وأوضح الدكتور الزياني أن قادة دول مجلس التعاون يولون اهتماما بالغا بالتحول الوطني والتنوع الاقتصادي لجعل منطقتنا أكثر أمنا وازدهارا، مشيرا إلى أن مجلس التعاون يتطلع إلى رفع مستوى التعاون القائم مع الاتحاد الأوربي وتعزيز العلاقات بين الجانبين، حيث تم الاتفاق على أن يكون ذلك محور الفعاليات والحوارات المزمع عقدها بين الجانبين خلال الفترة القادمة، بدءً بالحوار الاقتصادي السابع والمقترح عقده في الرياض في النصف الثاني من العام الحالي. وقال: إن هذا الاجتماع ينعقد في ظل ظروف صعبة تمر بها المنطقة، حيث اتخذ مجلس التعاون سلسلة من القرارات والمبادرات للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، فضلا عن الدور التنموي والإنساني الذي تضطلع به دول المجلس إقليميا ودوليا في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية. ودعا الأمين العام إلى تعاون أوثق بين الجانبين تجاه القضايا الإقليمية وبخاصة مكافحة الإرهاب من خلال زيادة التشاور والتنسيق والتعاون وفق نهج شامل وفاعل، كما دعا إلى تعزيز التعاون المشترك تجاه الوضع في اليمن، لإنجاح مشاورات السلام في دولة الكويت للوصول إلى حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وكذلك دعم العمليات الإنسانية والاغاثية للشعب اليمني. وأضاف إن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون وجهوا الأمانة العامة إلى الإعداد لمؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن بالتنسيق مع الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية والإقليمية، وذلك حال التوصل إلى حل سياسي. وقد ناقش المجلس الوزاري الخليجي الأوروبي العلاقات الخليجية الأوروبية وسبل تعزيزها وتطويرها في إطار الحوار الاستراتيجي القائم بين الجانبين، كما بحث المجلس القضايا الإقليمية المعاصرة بما فيها الإرهاب وتطورات الأوضاع في عدد من دول المنطقة. وقد صدر عن الاجتماع بيان مشترك.