أصبح مؤتمر المطورين السنوي الذي تنظمه شركة جوجل، والذي يعرف باسم (آي/أو)، الآن ما توقفت فعاليات شركة أبل عن القيام به: نافذة تطل على المستقبل القريب بالنسبة للتكنولوجيا الاستهلاكية. وقد كشفت فعالية هذا العام عن اثنين من الرهانات الهامة والتي تقدمهما جوجل لعصر ما بعد الهاتف الذكي. تبدو الصورة الأولية المختصرة لرؤية شركة جوجل أنها كالتالي. سيتم تحديث الهاتف ليصبح جهازا محمولا عالميا ذا قدرة تتعلق بالواقع الافتراضي. وسوف يمتلك جميع مزايا الاتصال الوظيفية الأساسية، لكن الأجهزة التي يمكن ارتداؤها أو الأجهزة المنزلية، غير المربوطة بالهواتف أو المزودة ببرنامج أفضل لتمييز الصوت، سوف تستولي على السوق تدريجيا. يا له من سيناريو مقنع. حيث إن الهاتف الذكي كبير جدا لأشياء مثل الرسائل والتصفح العادي وتتبع اللياقة البدنية. عندما يكون من المنطقي استخدام جهاز مثله - لنقل، عندما تشعر بعدم الراحة بالتحدث بصوت مرتفع، أو إذا كنت تقرأ مقالة في مجلة بدلا من قراءة رسالة بريد إلكتروني قصيرة أو رسالة نصية - ستكون القدرات والميزات، كلوحة المفاتيح ومستعرض الويب، موجودة. مع ذلك، سنتعلم تدريجيا استخدام الجهاز الذي نعرفه الآن بأنه هاتف ليكون أداة ترفيه وتواصل غامرة: لمشاهدة أفلام متعددة الأبعاد، ولكي نلعب ألعابا تحاكي الواقع تماما، وللتحدث مع أصدقاء عبر مسافات كما لو أنهم معنا في نفس الغرفة. إصدارات تطبيقات الواقع الافتراضي مثل اليوتيوب موجودة بالفعل، ومن الممكن أنه في غضون سنوات قليلة، ستكون مثل هذه الإصدارات الأكثر استخداما من قبل معظم الناس. لتحقيق تلك الغاية، أجرت جوجل تعديلات كبيرة على نظام التشغيل (الأندرويد)، الذي تعمل عليه 80 بالمائة من الهواتف الذكية في العالم. وقدم ديف بيرك، نائب رئيس قسم الهندسة في شركة جوجل، استعراضا فنيا عاما جدا للتغييرات الحاصلة، لكن تغييرا واحدا فقط منها سوف يكون مجديا بالنسبة للمستخدمين: الاختفاء - أو الوقت ما بين تحرك عيني المستخدم واستجابة الصورة - أقل من 20 جزءا بالألف من الثانية في الإصدار الأخير لنظام الأندرويد. وهذا يعد جيدا تماما مثل سرعة رد الفعل الخاصة بأجهزة الواقع الافتراضي الأكثر رقيا مثل أوكيولس ريفت المملوك للفيسبوك، الذي سيعمل فقط مع وجود جهاز كمبيوتر قوي. خلافا للإصدار السابق رخيص الثمن من الواقع الافتراضي لشركة جوجل، سيكون الواقع الافتراضي في أندرويد إن Android N غامرا بلا هوادة. تبدو شركة أبل، التي لا تزال تجني تقريبا جميع الأرباح في سوق الهواتف الذكية العالمية، بأنها تعمل على إعداد جهاز واقع افتراضي للسوق أيضا، ومن المرجح أن هذا الجهاز سيكون الآيفون. فقد كانت تعمل على توظيف أشخاص من ذوي الخبرة في مجال الواقع الافتراضي وتكنولوجيات الواقع المعزز، ما يوحي باهتمامها في تقدم مايكروسوفت في تلك الاتجاهات. رغم ذلك، تسير مايكروسوفت على نفس الطريق التي يسير فيها أكيولس الفيسبوك - ومنتجها، HoloLens الهولولينس، لا يعتمد على الهاتف. كما قامت أبل بالاستحواذ على عدد من الشركات الصغيرة في مجال الواقع الافتراضي/الواقع المدموج الصغيرة. لكن في العادة لا تعلن أبل عن المسار الذي ستتبعه. في فبراير، اقترح جين مونستر، المحلل لدى بايبر جافري، أنه استنادا إلى عمليات التوظيف وعمليات الاستحواذ، ربما تكون شركة ابل مستعدة لتقديم شيء ما في عام 2018. ربما يشعر معجبو جهاز الآيفون بالسعادة للانتظار حتى تتمكن أبل من اللحاق بجوجل، التي لديها، بحسب ما تشير عمليات بحث شبكة لينكدإن، حوالي ضعف عدد الأشخاص الذين يعملون في مجال الواقع الافتراضي. مع ذلك، تبدو الجهود التي تبذلها جوجل مع أندرويد إن أنها جزء من استراتيجية مصممة لتشكيل أنماط الاستخدام بدلا من مجرد أجهزة السوق المحسنة. كما تبدو العروض القادمة الأخرى للشركة أنها تكميلية لتعمل على تحويل الهواتف إلى أدوات للواقع الافتراضي. أحدها هو تطبيق للمراسلة يسمى Allo آلو، الذي سيوفر منصة لإجراء المحادثات. وهذه الأجزاء من البرمجيات تسمح للناس بالتكلم معها بلغة طبيعية لجعلها تقوم بأداء بعض المهام. يعمل تطبيق آلو على دمج المساعد الرقمي لجوجل، الذي سيقدم المقترحات استنادا إلى ما تمت مناقشته في المحادثة. يبدو هذا أمرا مزعجا - فرصة أخرى لتتسرب الإعلانات إلى حياتنا - لكن يمكن أن يكون أيضا مفيدا من الناحية الوظيفية، اعتمادا على كيفية تحقيق ذلك. تعد الروبوتات التي تمتاز بدرجات مختلفة من الذكاء الاصطناعي مفيدة للأجهزة ذات الشاشات صغيرة الحجم كالساعات الذكية. في مؤتمر (آي/أو) لعام 2016، قدمت جوجل نسخة جديدة من نظام تشغيل الساعة لديها، Android Wear أندرويد وير. وهذا النظام يجعل من غير الضروري اتصال الساعة بهاتف ذكي لأداء معظم وظائفها.