جاء اليوم الذي كان يخشاه جمهور كرة القدم في السويد ولاح في الأفق منذ فترة، حيث أعلن زلاتان إبراهيموفيتش اعتزاله اللعب دوليا بعد بطولة أوروبا 2016 الجارية في فرنسا. وشكلت المواجهة الصعبة أمام بلجيكا في مدينة نيس امس الأربعاء المحطة الأخيرة لإبراهيموفيتش (34 عاما) في مسيرته الدولية. وسيودع إبراهيموفيتش المنتخب بعدما ترك بصمة لن تمحى في كرة القدم السويدية فهو الهداف التاريخي لمنتخب بلاده برصيد 62 هدفا في 115 مباراة وجاءت الكثير من هذه الأهداف بطرق رائعة. وخرج إبراهيموفيتش من القالب التقليدي للكرة السويدية فبعد عقود من العمل الجماعي أصبحت تعتمد على براعته الفردية. وغالبا ما كان عرضة للانتقادات من صحف عالمية بسبب تصريحاته التي يتفاخر خلالها بعبقريته لكن تقريبا لا يملك أحد الجرأة على انتقاده داخل السويد. وتربح صحف السويد أكثر عندما تتصدر صورة إبراهيموفيتش الغلاف مع ظهور اسم المهاجم المولود في مالمو في العناوين الرئيسية. وعلى الرغم من نجاحاته على مستوى الأندية إذ حقق ألقابا مع أياكس ويوفنتوس وإنترناسيونالي وميلانو وبرشلونة وباريس سان جيرمان لم تكن فترته مع السويد مثمرة بنفس الشكل. وبعد بداية واعدة لمشواره الدولي تحت قيادة المدرب لارس لاجرباك -الذي يقود أيسلندا حاليا- ظل إبراهيموفيتش لستة أعوام مدللا من الاتحاد السويدي للعبة ومن المدرب إيريك هامرين وسط نتائج متباينة. وقاد إبراهيموفيتش منتخب بلاده مرتين إلى نهائيات بطولة أوروبا لكن في 2012 وفي النسخة الحالية لم تكن السويد على قدر التطلعات. وخلال هذه الفترة أيضا فشلت السويد في التأهل لكأس العالم مرتين وقال إبراهيموفيتش في تعليق شهير إن بطولة 2014 بالبرازيل لن تكون جديرة بالمشاهدة لأنه لن يشارك بها. ولم يسجل إبراهيموفيتش خلال مشاركتين في كأس العالم لكن هذه الأمور لا تعني الكثير لجماهير السويد حيث يبقى معشوقهم على أي حال. ولم تكن المباراة الدولية الأولى لافتة للأنظار وانتهت بالتعادل بدون أهداف أمام جزر الفارو وسط عدد محدود من المشجعين لكنها كانت مجرد انطلاقة لشخصية مرموقة في اللعبة. وظهر إبراهيموفيتش في عدد محدود من المقابلات خلال وجوده مع منتخب السويد لكن الجماهير كانت ترصد تقريبا كل كلمة يقولها وعند ظهوره في مؤتمرات صحفية كما حدث اليوم الثلاثاء فإن البث المباشر لحديثه ينقل عبر الكثير من مواقع الإنترنت. وسيؤثر غياب إبراهيموفيتش عن مباريات ودية -كالتي خاضها في استاد فريندز وسجل خلالها هدفا رائعا ضمن رباعية هز به شباك إنجلترا- على مبيعات التذاكر كما سيعيش الاتحاد السويدي فترات صعبة في مرحلة ما بعد «إبرا». ويترك إبراهيموفيتش خلفه فريقا أضعف من ذلك الذي سجل معه أول هدف دولي في تصفيات كأس العالم 2002. لكن بتتويج فريق الشباب تحت 21 عاما ببطولة أوروبا العام الماضي فإن هناك بصيص أمل أمام السويديين. ونشأ الجيل الجديد من لاعبي السويد بينما يتابع مثله الأعلى المتمثل في هذا المهاجم فارع الطول وقوي البنيان وبالنسبة لكثيرين فإن اللعب بجواره يمثل حلما. لكن اللاعب الذي قد يكون الأفضل في تاريخ السويد قرر ترك هذه الحقبة في انتظار معرفة من سيسرق قلوب مشجعي السويد في المستقبل.