العزوبية طريق سلكه بعض الرجال وعزموا التعايش معه، بناءً على صور غير واضحة عن الحياة الزوجية أو سوداوية بسبب تراكمات الماضي التي ما زالت عالقة ومرتبطة بالحاضر، وقد تكون قناعات ذاتية، أياً كان السبب فحياة العزوبية باهتة وإن زهَتْ ألوانها. ان ارتباط الرجل بالمرأة تحت مظلة الزواج سنة الحياة ومرحلة يمر بها كل إنسان، كمرحلة الطفولة ثم المراهقة ومن بعد ذلك الرشد والمسؤولية، ولكل مرحلة متطلبات مرتبطة بتلك الحقبة. وبما أن حياة العزوبية فردية بامتياز، يصعب على البعض تقبل فكرة المشاركة أو استقطاع جزء من وقته لصالح شخص آخر حتى ولو كانت (زوجته). وهنا المشكلة!، فالشباب المعارض لمبدأ الزواج لديهم انطباع يكاد يكون متطابقا في المفهوم عن شكل الحياة الزوجية مفاده: أن الزوجات كثيرات الشكوى والامتعاض، ويفتقرن لإدارة وتسيير أمور المنزل والزوج والأطفال دون مساعدة الخادمات والمربيات، وأخيراً وليس آخراً اهتماماتهن اليومية ترتكز على أقطاب ثلاثة: السوق وصالون التجميل وحضور حفلات الأعراس، كل هذا وأكثر بلور فكرة سلبية لديهم والنتيجة عزوفهم عن الزواج. عزيزي الأعزب.. كيف لك أن تحكم وأنت على اليابسة ولم تبُحر في «عالم حواء» من خلال الارتباط (الزواج)، كل ما روي لك من أمور سلبية موجود بنسب متفاوتة بين النساء، ومنهن «من يعادل وزنها ذهبا» كما يقول المثل الشعبي. الاحكام الظاهرة التي اقتبست في القياس من واقع وتجارب المتزوجين قد أوافقك وقد لا أوافقك عليها، لسبب بسيط وهو أن (تجارب الآخرين لا يمكن تطبيقها على الآخرين)، ومن الظلم وعدم الإنصاف تصور نجاحها أو فشلها، لعدم تماثل وتطابق البشر «قاطبة» لا في السلوك ولا في الطباع. كل أسرة لها طقوس وأسرار في الغالب لا يُفصح عنها، اتفق الزوجان عليها بالشكل الذي تراه أو يروى لك عبر أصدقائك وأهلك. وأخيراً.. الحياة الزوجية مليئة بالسعادة والجمال، كل ما يجب عليك فعله العزم وتجريد نفسك من النقاط السلبية، ومسح جميع الصور العالقة في ذهنك والانطلاق إلى المرحلة التالية من حياتك. وتذكر أن مفاتيح الحياة الزوجية السعيدة؛ التعاون وتقاسم المسؤولية والواجبات الزوجية والمنزلية، تفهم احتياجات وأولويات الطرف الآخر، تلبية المتطلبات والرغبات حتى وان كانت تافهة أو بسيطة في نظرك، فهي أمور تساعد بشكل كبير في التقليل من حالات التصادم التي تؤدي بنهاية المطاف إلى المشاكل والخلاف المستمر، «ولن تثمر جهودكما إلا بغرس بذور التقدير والاحترام، وكلاكما معني بعملية الزرع والري».