أكد خبراء في صناعة الطيران التجاري أن تجربة المطارات المحورية التي نفذتها الهيئة العامة للطيران المدني ضمن مشروع (وطني) للمطارات المحورية في مطاري حائلوأبها ستزيد من الرحلات والسعة المقعدية للمطارات الأقل كثافة. وأوضح الخبراء خلال حديثهم ل «اليوم» أن اختيار شركة ناس للطيران لتكون الناقل الجوي الوطني لقطاع جنوب المملكة وشركة نسما للطيران في مطار حائل للمنطقة الشمالية سينعش المنطقتين اقتصاديا ويخفف الضغط على المطارات الرئيسية في جدة والرياض والدمام، إضافة إلى تخفيف الضغط على الخطوط السعودية وقال ل «اليوم» الكابتن طيار سليمان الصالح المحقق المتخصص في سلامة وحوادث الطيران: إن مطاري حائلوأبها المحوريين ضمن مشروع (وطني) للمطارات المحورية الذي تنفذه الهيئة العامة للطيران المدني لربط مطارات المملكة ببعضها البعض للانتقال من أي مطار من مطارات المملكة ال 27 إلى أي مطار آخر بطريقة مباشرة أو عن طريق المطارات المحورية «ترانزيت»، وهذا النموذج قديم جدا بدأته طيران دلتا الأمريكية عام 1958م في أمريكا لخدمة المطارات الأقل كثافة لضمان استمرارية الرحلات لتلك المطارات. وأضاف «الصالح»: لنجاح المطارات المحورية لا بد من توافر 4 شروط لأي نموذج عمل في أي قطاع أولها يتمثل في التشريعات والقوانين من هيئة الطيران المدني باستحداث أنظمة اقتصادية جديدة تتكفل العدلية والتنافسية، وآخر تلك التشريعات فصل الخطوط السعودية عن هيئة الطيران المدني لوقوف الهيئة بمسافة واحدة من جميع المشغلين، وهذا شرط مهم جدا في صناعة نقل جوي، والشرط الثاني وجود مطار محوري بشروط بحيث يكون مطابقا ويربط مطارات أخرى ليس بينها رحلات طيران وله مصالح مع المطارات الأخرى سواء للتعليم أو العلاج أو السياحة وغيره من المصالح لضمان الطلب بين المطار المحورية والمطارات الفرعية المرتبطة به، وثالث شرط وجود خطوط طيران مستعدة وجاهزة للعمل بطريقة الخطوط المحورية ومختلفة عن شركات الطيران الأخرى التي تعمل بالطريقة التقليدية باستخدام طائرات اصغر لتقليل التكاليف، ورابع شرط وجود طلب ومنافسة لوسائل النقل الأخرى مثل القطار وغيرها من وسائل المواصلات، حيث إن هناك قاعدة في النقل بشكل عام أن ربط مدينتين بمسافة 400 كيلومتر بقطار يقل الطلب على الطيران بنسبة تصل إلى 60 بالمائة. وبين «الصالح» انه في حال نجاح المطارات المحورية فستخفف الضغط على الخطوط السعودية والضغط على المطارات الرئيسية وزيادة السعة المقعدية وانخفاض أسعار التذاكر، لافتا إلى أن سلوك السفر في المملكة موسمي وفي أوقات معينة بداية ونهاية الأسبوع وهذا أمر طبيعي ومطلب الجميع ولكنه مرهق للنقل الجوي، مشيرا إلى أن تقنيات الطيران تطورت وأصبحت تكاليف الرحلات اقل ومجدية لشركات الطيران لتشغل رحلات مباشرة خصوصا بعد ظهور نموذج الطيران الاقتصادي ومجدية لتشغيل رحلات مباشرة من المطارات الرئيسية إلى المطارات الأقل كثافة بدون الاعتماد على المطار المحورية، إضافة إلى أن سلوك المسافرين تغير اليوم عن السابق والجميع يبحث عن الرحلة المباشرة الأكثر راحة. وقال الدكتور ناصر الطيار المختص في شؤون الطيران التجاري: «ان هذا التحول وتعيين شركة ناس في مطار أبها المحوري سيكون إضافة للمنطقة وتنشيطا اقتصاديا واجتماعية وحلا لمشكلة عدم توافر مقاعد مما يسهل سفر المواطنين والمقيمين في المملكة بيسر وسهولة، أتوقع فتح خطوط جديدة من أبها إلى المدن الداخلية مثل جيزان ونجران والطائف وبيشة وستسهل على المواطنين والمقيمين في رحلاتها في هذه المنطقة التي بحاجة إلى مثل هذه المطارات المحورية لما تشكله المنطقة من ثقل اقتصادي وكثافة سكانية». وأضاف «الطيار»: يتم تطبيق المطارات المحورية لأول مرة في المملكة ونترقب أن تكون حلا لمشكلة النقص في الرحلات والسعة المقعدية، مشيرا إلى انه بمطاري حائلوأبها اكتملت المطارات المحورية في المملكة ليكون مطار حائل للمنطقة الشمالية ومطار أبها للمنطقة الجنوبية والدمام للمنطقة الشرقيةوجدة للمنطقة الغربية والرياض للمنطقة الوسطى. من جهته شكك الدكتور سعد الأحمد، الأكاديمي والمستشار الدولي في قطاع الطيران وصناعة النقل الجوي في نجاح تجربة المطارات المحورية ومكمن خطورة هذا النموذج الذي فشل في أمريكا من السبعينات عندما كان هناك ازدهار في النقل الجوي، يتمثل في تأخر الرحلات القادمة من المدن الرئيسة التي تصب في المطارات المحورية لركاب منهم من لديه مواعيد في مستشفيات أو محاليل وغيرها من الظروف الخاصة وفي حالة تأخر رحلة أو رحلتين سيتكدس المطار المحوري الذي هو بالأصل مطار صغير لا يستوعب الأعداد الكبيرة. وقال «الأحمد» في جميع دول العالم يفضل المسافر الرحلات المباشرة للمدن التي يرغبون الوصول إليها مباشرة ولا يريد العناء والمشقة، وكان المفروض على هيئة الطيران المدني بدلا من عمل المطارات المحورية فتح الباب لرؤوس الأموال السعودية للاستثمار في النقل الجوي الإقليمي المباشر دون التوقف في مطارات محورية وهذا ما يفضله المسافر مما سيخلق أسواقا جديدة للنقل الجوي في المملكة، لافتا إلى أن هذه التجارب تخلت عنها دول العالم ومن الخطأ تطبيقها في المملكة بعد فشلها في الكثير من دول العالم. من جانبه أوضح ل «اليوم» مدير عام العلاقات العامة والاعلام، المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطيران المدني عبدالله الخريف أن فكرة مشروع (وطني) للمطارات المحورية الذي تنفذه الهيئة العامة للطيران المدني هدفه الرئيس زيادة الرحلات والسعة المقعدية، إضافة إلى تخفيف الضغط على المطارات الرئيسية في جدة والرياض والدمام بحيث تكون هذه المطارات المحورية بديلا للمطارات في المدن الرئيسية وتكون كمراكز للمدن القريبة من المطارات المحورية وإيجاد خيارات متعددة للمسافرين دون المرور بالمطارات الرئيسة، وتخصيص شركة ناس لمطار أبها ونسما لمطار حائل ليس الغاء لرحلات الخطوط السعودية بل سيكون إضافيا مما سيوفر رحلات وسعة مقعدية إضافية للموجود مسبقا. وأضاف «الخريف»: تم اختيار شركة ناس للطيران لتكون الناقل الجوي الوطني لقطاع جنوب المملكة بعد دراسة إمكانياتها وجاهزيتها وتوافقها مع متطلبات الهيئة وهم يرون أنها فرصة لهم لتسيير رحلات للمدن القريبة من أبها، مشيرا إلى أن المطارات المحورية ستساهم بشكل كبير في انتعاش المطارات والمدن القريبة منها اقتصاديا، لافتا إلى أن الهيئة متى ما رأت أن هناك احتياجا لأى منطقة أخرى لجعلها مطارا محوريا فسندرس ذلك ويعلن عنه في وقته.